الذين آمنوا بك. فبينما هم على ذلك إذ أدركهم الشرطة وكانوا قد دخلوا في مصلى لهم فوجدوهم سجدوا على وجوههم يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى فلما عثروا عليهم الملك قال لهم: ما منعكم أن تعبدوا آلهتنا فاختاروا إما أن تذبحوا لآلهتنا وإما أن أقتلكم. فقال مكسلمينا وهو أكبرهم: إن لنا إلهاً ملأت السماوات والأرض عظمته لن ندعو من دونه إلهاً. أما الطواغيت وعبادتها فلن نعبدها أبداً فاصنع ما بدا لك. فلما قال ذلك أمر الملك فنزع منهم الملبوس الذي كان عليهم من لبوس عظمائهم وقال: إن فعلتم ما فعلتم فإني سأؤخركم وأفرغ لكم وأنجزكم ما وعدتكم من العقوبة. وما يمنعني أن أعجل ذلك إلا أني أراكم شباباً حديثة أسنانكم. فلا أحب أن أهلككم حتى أجعل لكم أجلاً تتذاكرون فيه وتراجعون عقولكم. ثم أمر هم فأخرجوا من عنده. وانطلق دقيانوس إلى مدينة سوى مدينتهم لبعض أموره.

فلما علم الفتية أن دقيانوس خرج من مدينتهم ائتمروا أن يأخذ كل رجل منهم نفقة من بيت أبيه فيتصدقوا منها ثم يتزدوا بما بقي. ثم ينطلقوا إلى كهف قريب من المدينة فيمكثون فيه ويعبدون الله تعالى. حتى إذا جاء دقيانوس أتوه فقاموا بين يديه فيصنع بهم ما شاء. فلما جنهم الليل خرجوا إلى الجبل وجعلوا نفقتهم إلى فتى منهم يقال له تمليخا. فكان يبتاع لهم طعامهم من المدينة. وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015