له سنمار: إني لأعلم موضع آجرة لو زالت لسقط القصر كله. فقال له النعمان: هل يعرفها أحد غيرك. قال: لا. فأمر به فقذف من أعلى القصر إلى أسفله فتقطعت أوصاله. فاشتهر ذلك حتى ضرب به المثل فقال الشاعر:
جزاني جزاه الله شر جزائه ... جزاء سنمار وما كان ذا ذنب
سوى رصه البنيان ستين حجة ... يعل عليه بالقراميد والسكب
فلما رأى البنيان تم شهوقه ... وآض كمثل الطود والشامخ الصعب
وظن سنمار به كل حبوة=وفاز لديه بالمودة والقرب فقال اقذفوا بالعلج من فوق رأسه=فهذا لعمر الله من أعجب الخطب فصعد النعمان قلته ونظر إلى البحر تجاهه وإلى البر خلفه والبساتين حوله. ورأى الظبي والحوت والنخل فقال لوزيره: ما رأيت أحسن من هذا البناء قط. فقال له وزيره: له عيب عظيم. قال: وما ذلك. قال: إنه غير باق. قال النعمان: وما الشيء الذي هو باق. قال: ملك الآخرة. قال: فكيف تحصيل ذلك. قال: بترك الدنيا. قال: فهل لك أن تساعدني في طلب ذلك. قال: نعم. فترك الملك وتزهد هو ووزيره. (للقزويني)
374 حكي أن رجلاً من العرب دخل على المعتصم فقربه وأدناه وجعله نديمه. وكان له وزير حاسد فغار من البدوي وحسده وقال