أمير المؤمنين فدتك نفسي ... علام حبستني وخرقت ساجي
أقاد إلى السجون بغير ذنبٍ ... كأني بعض عمال الخراج
ولو معهم حبست لهان ذاكم ... ولكني حبست مع الدجاج
دجاجاتٌ يطيف بهن ديكٌ ... ينادي بالصياح إذا يناجي
وقد كانت تخبرني دنوبي ... بأني من عذابك غير ناجي
على أني وإن لاقيت شراً ... لخيرك بعد ذاك الشر راجي
ثم قال أوصلها إلى أمير المؤمنين فأوصلها إليه السجان. فلما قرأها أمر بإطلاقه وأدخله عليه فقال له: أين بت الليلة أبا دلامة. قال: في بيت الدجاج يا أمير المؤمنين. قال: فما كنت تصنع. قال: كنت أقوقي معهن حتى أصبحت. فضحك المهدي وأمر له بصلةٍ جزيلةٍ وخلع عليه كسوةً شريفةً.
346 قيل إن ملكا من ملوك فارس كان له وزيرٌ حازمٌ مجربٌ فكان يصدر عن رأيه ويتعرف اليمن في مشورته. ثم إنه هلك ذلك الملك وقام بعده ولده فأعجب بنفسه مستبداً برأيه ومشورته. فقيل له: إن أباك كان لا يقطع أمراً دونه. فقال: كان يغلط فيه وسأمتحنه بنفس. فأرسل إليه فقال له: أيهما أغلب على الرجل الأدب أو الطبيعة. فقال له الوزير: الطبيعة أغلب لأنها أصلٌ والأدب فرعٌ. وكل فرعٍ يرجع إلى أصله. فدعا بسفرته فلما وضعت أقبلت سنانير