بأيديهما الشمع فوقفت حول السفرة فقال للوزير: اعتبر خطأ وضعت مذهبك متى كان أبو هذه السنانير شماعاً. فسكت عنه الوزير وقال: أمهلني في الجواب إلى الليلة المقبلة. فقال: ذلك لك. فخرج الوزير فدعا بغلام له فقال: التمس لي فأراً واربطه في خيطٍ وجني به. فأتاه به الغلام فعقده في سبنيته وطرحه في كمه. ثم راح من الغد إلى الملك فلما حضرت سفرته أقبلت السنانير بالشمع حتى حفت بها فحل الوزير الفأر من سبنيته ثم ألقاه إليها. فاستبقت السنانير إليه ورمت بالشمع حتى كاد البيت يضطرم ناراً. فقال الوزير: كيف رأيت غلبة الطبع على الأدب ورجوع الفرع إلى أصله. قال: صدقت. ورجع إلى ما كان أبوه عليه معه. فإنما مدار كل شيءٍ على طبعه والتكلف مذمومٌ من كل وجهٍ. (لابن عبد ربه)

المستخبر عن وفاة أبيه

347 بينا قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتانا. إذا استأذن عليهم

347 بينا قومٌ جلوس عند رجلٍ من أهل المدينة يأكلون عنده حيتاناً. إذا استأذن عليهم أشعب. فقال أحدهم إن من شأن أشعب البسط إلى أجل الطعام. فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعةٍ بناحيةٍ ويأكل معنا الصغر. ففعلوا وأذن له. فقالوا له كيف رأيك في الحيتان. فقال إن لي عليها لحرداً شديداً وحنقاً لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان. قالوا له فدونك خذ بثأر أبيك. فجلس ومديده إلى حوتٍ منها صغيرٍ. ثم وضعه عند أذنه وقد نظر إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015