وقال: بعته على رجلٍ أعجميٍ غريبٍ بهذه الدنانير. قلت له: وأريته العيب وأعلمته به. فقال: لا وإنني نسيت ذلك. فقلت: لا جزاك الله خيراً امض معي إليه. وذهبت معه وقصدنا مكانه فلم نجده. فسألنا عنه فقيل: إنه رحل إلى مكة مع قافلة الحجاج. فأخذت صفة الرجل من الدلال واكتريت دابة ولحقت القافلة. وسألت عن الرجل فدللت عليه فقلت له: إن الثوب الفلاني الذي اشتريته أمس من الدلال فلانٍ بكذا وكذا فيه عيب فهاته وخذ ذهبك. فقام وأخرج الثوب وطاف على العيب حتى وجده. فلما وجده قال: يا شيخ أخرج ذهبي حتى أراه وكنت لما قبضته لم أميزه ولم أنتقده. فأخرجته فلما رآه قال: هذا ذهبي انتقده يا شيخ. فنظرت إليه وإذا هو مغشوشٌ لا يساوي شيئاً. فأخذه ورمى به وقال لي: قد اشتريت منك هذا الثوب على عيبه بهذا الذهب. ودفع إلي بمقدار ذلك الذهب المغشوش ذهباً جيداً وعدت به.
324 روي أن كسرى أنوشروان كان له معلمٌ حسن التأديب يعلمه حتى فاق في العلوم. فضربه المعلم يوماً من غير ذنبٍ فأوجعه. فحقد أنوشروان عليه. فلما ولي الملك قال للمعلم. ما حملك على ضربي يوم كذا وكذا. فقال له: لما رأيتك ترغب في العلم رجوت