فلما سمع الخليفة المأمون منه القول مدحه وشكره وأجلسه في رتبته ووقره. وأمر له بمائة ألف درهم وحمله على فرسٍ وأعطاه ثياباً فاخرةً. وكان في كل مجلس يرفعه ويقربه إلى جماعة الفقهاء حتى صار أرفع منهم درجة وأعلى مرتبةً. (ألف ليلة وليلة)

عدالة أنوشروان في بناية الإيوان

321 حكى أن قيصر ملك الروم أرسل رسولاً إلى ملك فارس أنوشروان صاحب الإيوان. فلما وصل ورأى عظمة الإيوان وظرافته وعظمة مجلس كسرى على كرسيه والملوك في خدمته ميز الإيوان فرأى في بعض جوانبه اعوجاجاً. فسأل الترجمان عن ذلك. فقال له: إن هناك بيتا لعجوزٍ كرهت بيعه عند عمارة الإيوان. ولم ير الملك إكراهها على البيع فأبقى بيتها في جانب الإيوان. فذلك ما رأيت وسألت. فقال الرومي: وحق رأسه إن هذا الاعوجاج أحسن من الاستقامة وإن ما فعله ملك الزمان لم يؤرخ فيما مضى لملكٍ ولا يؤرخ فيما بقي لملكٍ. فأعجب كسرى كلامه ورده مسروراً محبوراً. (للابشيهي)

الغلام والثعلب

322 كان لرجلٍ من أغنياء التجار ولد نجيبٌ صرفه من صغر سنه في التجارة ببلده حتى رضي بخبرته فيها. فلما بلغ أشده أراد أن يعوده على الأسفار في تجارة الأقطار. فجهزه تجهيزاً يليق بأمثاله وأصحابه ومضى الغلام. فلما كان على مسيرة أيام من المدينة نزل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015