ظفرك بنا. فسر معنا هذا الكلام وأمر لكل منهم بكسوةٍ ومالٍ. (لابن عبد ربه) 289 لما قتل الوزير نظام الملك أكثر الشعراء من المراثي فيه. فمن ذلك قول شبل الدولة مقاتل بن عطية:
كان الوزير نظام الملك جوهرةً ... مكنونةً صاغها الباري من الشرف
جاءت فلم تعرف الأيام قيمتها ... فردَّها غيرةً منه إلى الصدف
290 من أرق ما حكي أن المتنبي امتدح بعض أعداء صاحب مملكته. فبلغه ذلك فتوعد المتنبي بالقتل. فخرج هارباً ثم اختفى مدة. فأخبر الملك أنه ببلدة كذا. فقال الملك لكاتبه: اكتب للمتنبي كتاباً ولطف له العبارة. واستعطف خاطره وأخبره أني رضيت عنه. ومره بالرجوع إلينا. فإذا جاء إلينا فعلنا به ما نريد. وكان بين الكاتب والمتنبي مصادقة في السر. فلم يسع الكاتب إلا الامتثال. فكتب كتاباً ولم يقدر أن يدس فيه شيئاً خوفاً من الملك أن يقرأه قبل ختمه. غير أنه لما انتهى إلى آخره وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون (إنَّ) . وقرأه السلطان وختمه وبعث به إلى المتنبي. فلما وصل إليه ورأى تشديد النون ارتحل من تلك البلدة على الفور. فقيل له