287 قيل: وقف كسرى على فلاح يغرس نخلاً وقد طعن في السن. فقال له كسرى متعجباً منه: أيها الشيخ أتؤمل أن تأكل من تمر هذا النخل وهو لا يحمل إلا بعد سنين كثيرةٍ. وأنت قد فني عمرك. فقال: أيها الملك غرسوا وأكلنا وغرسنا فيأكلون. فقال متعجباً من كلامه: زه. وأعطي الفلاح ألف دينار فأخذها وقال: أيها الملك ما أعجل ما أتمر هذا النخل. فاستحسن كسرى ذلك وقال: زه. فأعطاه ألف دينار أخرى. فأخذها وقال: أيها الملك وأعجب من كل شيءٍ أن النخل أتمر السنة مرتين. فاستحسن كسرى ذلك وقال: زه. فأعطاه ألف دينارٍ أخرى ثم تركه وانصرف. (للاتليدي)
288 قيل: إن معناً قبض على عدةٍ من الأسرى فعرضهم على السيف. فالتفت إليه بعضهم وقال له: أصلح الله الأمير لا تجمع علينا بين الجوع والعطش ثم القتل. فو الله إن كر الأمير يبعد عن ذلك. فأمر لهم حينئذ بطعام وشراب. فأكلوا وشربوا ومعن ينظر إليهم. فلما فرغوا من أكلهم قالوا له: أيها الأمير أطال الله بقاءك إننا قد كنا أسراك والآن صرنا ضيوفك. فانظر كيف تصنع بضيوفك. فعند ذلك قال لهم معنٌ: قد عفوت عنكم. فقال له أحدهم: والله أيها الأمير إن عندنا عفوك عنا أشرف من يوم