فغضبت. فقال لها: على من تغضبين. أعلى البائع. أم على المشتري. أم على الزارع. أم على الخالق. فأما البائع فلو كان منه لكان أطيب شيءٍ يرغب فيه. وأما المشتري فلو كان منه لاشترى أحسن الأشياء. وأما الزارع فلو كان منه لأنبت أحسن الأشياء. فلم يبق إلا غضبك على الخالق فاتقي الله وارضي بقضائه. (للقليوبي)
241 قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: دعاني يحيى بن خالدٍ فدخلت عليه فوجدت الفضل وجعفراً وولديه جالسين بين يديه. فقال إسحاق: أصبحت اليوم مهموماً فأردت الصبوح لأتسلى فغني صوتاً لعلي أرتاح له فغنيته:
إذا نزلوا بطحاء مكة أشرقت ... بيحيى وبالفضل بن يحيى وجعفر
فما خلقت إلا لجودٍ أكفهم ... وأرجلهم إلا لأعواد منبر
فسر وأمر لي بمائة ألف درهم. وأمر لي كل واحدٍ من ولديه بمائة ألف درهم. فتحملت المال وانصرفت (للنواجي)
242 لما مات بعض الخلفاء تجيشت الروم واحتشدت واجتمعت ملوكها وقالوا: الآن يستقل المسلمون بعضهم ببعض فتمكننا الغرة فيهم والوثبة عليهم. وضربوا في ذلك مشاورات. وتراجعوا فيه بالمناظرات. وأجمعوا على أنه فرصة الدهر. وثغرة النحر. وكان رجلٌ