فإني رأيت الغيث يسأم دائماً ... ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا
215 قال يحيى بن أكثم: ما شيت المأمون يوماً من الأيام في بستان مؤنسة بنت المهدي. فكنت من الجانب الذي يستره من الشمس. فلما انتهى إلى آخره وأراد الرجوع أردت أن أدور إلى الجانب الذي يستره من الشمس. فقال: لا تفعل ولكن كن بحالك حتى أسترك كما سترتني. فقلت: يا أمير المؤمنين لو قدرت أن أقيك حر النار لفعلت فيكيف الشمس. فقال: ليس هذا من كرم الصحبة ومشى ساتراً لي من الشمس كما سترته. (لابن عبد ربه)
216 قال الغزالي: إذا حضر الطعام فلا ينبغي لأحدٍ أن يبتدئ في الأكل ومعه من يستحق التقدم عليه لكبر سنٍ أو زيادة فضل. إلا أن يكون هو المتبوع المقتدى به. فحينئذٍ ينبغي أن لا يطول عليهم الانتظار إذا اجتمعوا للأكل. وينبغي أن لا يسكت على الطعام. ولكن يتكلم عليه بالمعروف وبالحديث عن الصالحين وأهل الأدب في الأطعمة. قال بعض الأدباء: أحسن الآكلين من لا يحوج صاحبه إلى تفقده في الأكل. وينبغي لمن قدم له أخوه الطست أن يقبله ولا يرده. (للمستعصمي)