حضرهم الموت يتمنون ما نحن فيه. وإذا حضرنا الموت لم نتمن ما هم فيه. قال بعضهم:
بقدر الصعود يكون الهبوط ... فإياك والرتب العالية
وكن في مكانٍ إذا ما سقطت ... تقوم ورجلاك في عافيه
184 كان أنوشروان يمسك عن الطعام وهو يشتهيه ويقول: نترك ما نحب لئلا نقع فيما نكره. كان سقراط الحكيم قليل الأكل خشن اللباس. فكتب إليه بعض الفلاسفة: أنت تحسب أن الرحمة لكل ذي روحٍ واجبةٌ وأنت ذو روحٍ فلا ترحمها. فكتب له سقراط في جوابه: إنما أريد أن آكل لأعيش. وأنت تريد أن تعيش لتأكل. والسلام.
185 من كلام بعض الحكماء: إذا طلبت العز فاطلبه بالطاعة. وإذا أردت الغنى فأطلبه بالقناعة. فمن أطاع الله عز نصره. ومن لزم القناعة زال فقره. قال أرسطو: القنية ينبوع الأحزان. نظمه أبو الفتح البستي بقوله:
يقولون مالك لا تقتني ... من المال ذخراً يفيد الغنى
فقلت وأفحمتهم في الجواب ... لئلا أخاف ولا أحزنا
(لبهاء الدين)
186 (قالوا) البطنة تذهب الفطنة. رأى أبو الأسود الدولي