182 ألقناعة الاكتفاء بالموجود. وترك التشوق إلى المفقود قال بعض الحكماء لابنه: يا بني العبد حر إذا قنع. والجر عبدٌ إذا طمع. وقال بعضهم: من لم يقنع بالقليل لم يكتف بالكثير ومن فصول ابن المعتز: أعرف الناس بالله من رضي بما قسم له. وقال أبو العتاهية:

إن كان لا يغنيك ما يكفيكا ... فكل ما في الأرض لا يغنيكا

قال غيره:

إذا شئت أن تحيا سعيداً فلا تكن ... على حالةٍ إلا رضيت بدونها

ومن طلب العليا من العيش لم يزل ... حقيراً وفي الدنيا أسير غبونها

183 (قالوا) الغني من استغنى بالله. والفقير من أفتقر إلى الناس (وقالوا) لا غني إلا غني النفس. (لابن عبد ربه) قال النووي:

وجدت القناعة أصل الغنى ... فصرت بأذيالها ممتسك

فلا ذا يراني على بابه ... ولا ذا يراني به منهمك

وعشت غنياً بلا درهم ... أمر على الناس شبه الملك

نظر عبد الملك بن مروان عند موته وهو في قصره إلى قصار يضرب بالثوب المغسلة. فقال: يا ليتني كنت قصاراً ولم أتقلد الخلافة. فبلغ كلامه أبا حاتم. فقال: الحمد لله الذي جعلهم إذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015