176 ألجود سهولة البذل وسقوط شح النفس. وقد قيل في كريمٍ:
يا واحد العرب الذي ... أضحى وليس له نظير
لو كان مثلك آخر ... ما كان في الدنيا فقير
(الكنز المدفون) قال أكثم بن صيفيٍ حكيم العرب: ذللوا أخلاقكم للمطالب. وقودوها إلى المحامد. وعلموها المكارم. وصلوا من رغب إليكم. وتحلوا بالجود يلبسكم المحبة. ولا تعتقدوا البخل فتتعجلوا الفقر. (لابن عبد ربه) قال أبو تمام يصف الخليفة المعتصم:
تعود بسط الكف حتى لو أنه ... أراد انقباضاً لم تطعه أنامله
هو البحر من أي النواحي أتينه ... فلجته المعروف والجو ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه ... لجاد بها فليتق الله سائله
177 (قالوا) السخي من كان مسروراً ببذله متبرعاً بعطائه. لا يلتمس عرض دنيا فيحبط عمله. ولا طلب مكافأة فيسقط شكره. ويكون مثله فيما أعطى مثل الصائد الذي يلقي الحب للطائر لا يريد نفعه ولكن نفع نفسه. وقيل لبعض الحكماء: من أجود الناس. قال: من جاد من قلةٍ. وصان وجه السائل عن المذلة (لبهاء الدين) قال أبو الحسين الجزار في الحث على الإنفاق: