إذا كان لي مالٌ علام أصونه ... وما ساد في الدنيا من البخل دينه

ومن كان يوماً ذا يسار فإنه ... خليق لعمري أن تجود يمينه

178 قال بعضهم: الجود أشرف الأخلاق. وأنفس الأعلاق. وقال ابن المعتز: الجود حارس النفس من الذم. وقال آخر: الأسخياء يعبدهم المال. والبخلاء يعبدونه. وقال بعض السلف: لو كان شيءٌ يشبه الربوبية لقلت: الجود. ويقال: من جاد ساد. ومن بخل رذل. وقال عمر: السيد الجواد حين يأل. وقال أبو نواس:

أنت للمال إذا أمسكته ... فإذا أنفقته فالمال لك

قال شاعر يمدح بعض الخلفاء:

بنت المكارم وسط كفك منزلاً ... وجعلت مالك للأنام مباحا

فإذا المكارم أغلقت أبوابها ... كانت يداك لقفلها مفتاحا

179 كتب كسرى إلى هرمز استقلل كثير ما تعطي. واستكثر قليل ما تأخذ. فإن قرة عين الكريم فيما يعطي. وقرة عين اللئيم فيما يأخذ. ولا تجعل الشحيح لك معيناً. ولا الكذاب أميناً. فإنه لا إعانة من شح ولا أمانة مع كذبٍ. والسلام. (للمستعصمي) وأنشد أعرابيٌ:

وكم وقد رأينا من فروع كثيرةٍ ... تموت إذا لم تحيهن أصول

ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015