سمعك عنه فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك. (للمستعصمي) قال الشبراوي:

وسمعك صن عن سماع القبح ... كصون اللسان عن النطق به

فإنك عند سماع القبيح ... شريكٌ لقائله فانتبه

المزاح

174 قال بعض حكماء العرب: المزاح يذهب المهابة ويورث الضغينة أو المهانة. وقال ابن المعتز: المزاح يا كل الهيبة كما تأكل النار الحطب. ومن كثر مزاحه لم يزل في استخفاف به وحقدٍ عليه.

قال ناصح الدين ابن الدهان:

لا تجعل الهزل دأبا فهو منقصةٌ ... والجد تعلو به بين الورى القيم

ولا يغرنك من ملك تبسمه ... ما سحت السحب إلا حين تبتسم

175 كان يقال: الإفراط في المزح مجون والاقتصاد فيه ظرافة. ويقال: المزح في الكلام. كالملح في الطعام. وقد نظمه أبو الفتح ألبستي فقال:

أقد طبعك المكدود بالهم راحةً ... قليلاً وعلله بشيٍ من المزح

ولكن إذا أعطيته المزح فليكن ... بمقدار ما تعطي الطعام من الملح

(لأبي نصر المقدسي)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015