وامتلأت أوعيتهم. فواسى البخيل. وأفضل الكريم. وقضيت الحقوق. وإذا جار السلطان انتشر الجور في البلاد وعم العباد. فرقت أديانهم. واضمحلت مروآتهم. وفشت فيهم المعاصي. وذهبت أماناتهم. وتضعضعت النفوس. وقنطت القلوب. فمنعوا الحقوق. وتعاطوا الباطل. وبخسوا المكيال والميزان. فرفعت منهم البركة. وأمسكت السماء غياثها. ولم تخرج الأرض زرعها ونباتها. وقل في أيديهم الحطام. وقنطوا وأمسكوا الفضل الموجود. وتناجزوا على المفقود. فمنعوا الزكوات المفروضة. وبخلوا بالمؤاساة المسنونة. وقبضوا أيديهم عن المكارم. وتنازعوا المقدار اللطيف وتجاحدوا القدر الخسيس. ففشت فيهم الأيمان الكاذبة. والحيل في البيع. والخداع في المعاملة. والمكر والحيلة في القضاء والاقتضاء. ومن عاش كذلك فبطن الأرض خيرٌ له من ظهرها. (للطرطوشي) قال أزدشير لابنه: يا بني إن الملك والعدل أخوان لا غنى بأحدهما عن صاحبه. فالملك أسٌ والعدل حارسٌ. فما لم يكن له أس فمهدومٌ. وما لم يكن له حارسٌ فضائعٌ. (لابن عبد ربه)
147 قال الحجاج بن يوسف الثقفي: ما خلقت إلا فريت. وما وعدت إلا وفيت. (للقزويني) (قالوا) من تحلى بالوفاء. وتخلى عن الجفاء. فذلك من إخوان