وأراد أن يغزوهم جيشاً. فقال: يا أمير المؤمنين عليك بالعفو عن المذنب والتجاوز عن المسيء. فلأن يطيعك العرب طاعة محبةٍ خير لك من أن تطيعك طاعة خوفٍ. (لابن عبد ربه) لما ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدي شاور فيه أحمد بن أبي خالد الأحول الوزير. فقال: يا أمير المؤمنين إن قتلته فلك نظراء. وإن عفوت فما لك نظيرٌ. (وفيات الأعيان لابن خلكان)
العدل
145 اعلم أن العدل ميزان الله تعالى في الأرض الذي يؤخذ به للضعيف من القوي والمحق من المبطل. واعلم أن عدل الملك يوجب محبته وجوره يوجب الافتراق عنه. قيل: دعوة المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماء. وسأل الإسكندر حكماء أهل بابل: أيما أبلغ عندكم الشجاعة أم العدل. قالوا إذا استعملنا العدل استغنينا به عن الشجاعة. ويقال: عدل السلطان. أنفع من خصب الزمان. (للابشيهي) 146 إن السلطان إذا عدل انتشر العدل في رعيته. وأقاموا الوزن بالقسط وتعاطوا الحق فيما بينهم. ولزموا قوانين العدل. فمات الباطل وذهبت رسوم الجور. وانتعشت قوانين الحق. فأرسلت السماء غياثها وأخرجت الأرض بركاتها. وتمت تجارتهم. وزكت زروعهم. وتناسلت أنعامهم. ودرت أرزاقهم. ورخصت أسعارهم.