قالت: يقول لك. إنه من عرف قوته على الضعفاء فاغتر لذلك بالأقوياء كانت قوته وبالاً عليه. وأنت قد عرفت فضل قوتك على الدواب فغرك ذلك. فعمدت إلى العين التي تسمى باسمي فوردتها وكدرتها. فأرسلني إليك لأنذرك أن لا تعود إلى مثل ذلك. وإنك إن فعلت يغشي بصرك ويتلف نفسك. وإن كنت في شكٍ من رسالتي. فهلم إلى العين من ساعتك فإنه موافيك إليها. فعجب ملك الفيلة من قول الأرنب فانطلق إلى العين مع فيروز الرسول. فلما نظر إليها رأى ضوء القمر فيها. فقالت له فيروز الرسول: خذ بخرطومك من الماء فاغسل به وجهك واسجد للقمر. فأدخل الفيل خرطومه في الماء فتحرك. فنحيل له أن القمر ارتعد. فقال: ما شأن القمر ارتعد. أتراه غضب من إدخالي جحفلتي في الماء. قالت الأرنب: نعم. فسجد الفيل للقمر مرة أخرى. وتاب إليه مما صنع وشرط أن لا يعود إلى مثل ذلك هو ولا أحدٌ من الفيلة.

أرنبٌ وأسد

وهو مثل من دفع المكروه برأيه وأحسن تدبيره وحيلته 134 زعموا أن أسداً كان في أرض أريضةٍ كثيرة المياه والعشب. وكان فيها من الوحوش في سعة المياه والمرعي كثيرٌ إلا أنه لم يكن ينفعها ذلك لخوفها من أسد كان مستبداً بالأمر فيها. فاجتمعت إليه وقالت له: إنك تصيب منا الدابة بعد الجهد والتعب. وقد رأينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015