الزوال وأصاف المنغصات. وإذا أحزنك أمرٌ فاسترجع. وإذا اعترتك غفلةٌ فاستغفر. فأجعل الموت نصب عينك والعلم والتقى زادك إلى الآخرة. وإذا أردت أن تعصي الله تعالى فاطلب مكان لا يراك فيه. واعلم أن الناس عيون الله على العبد يريهم خيره وإن أخفاه. وشره وإن ستره. فباطنه مكشوف لله. والله يكشفه لعباده. فعليك أن تجعل باطنك خيراً من ظاهرك. وسرك أصح من علانيتك.

ولا تتألم إذا أعرضت عنك الدنيا. ولو عرضت لك لشغلتك عن كسب الفضائل. وقلما يتعلق في العلم ذو الثروة إلا أن يكون شريف الهمة جداً. وأن يثري بعد تحصيل العلم. وإني لا أقول: إن الدنيا تعرض عن طالب العلم بل هو الذي يعرض عنها. لأن همته مصروفة إلى العلم فلا يبقى له التفات إلى الدنيا. والدنيا إنما تحصل بحرصٍ وفكر في وجوهها. فإذا غفل عن أسبابها لم تأته. وأيضاً فإن طالب العلم تشرف نفسه عن الصنائع الرذلة والمكاسب الدنية. وعن أصناف التجارات. وعن التذلل لأرباب الدنيا. والوقوف على أبوابهم. ولبعض إخواننا بيت:

من جد في طلب العلوم أفاته ... شرف العلوم دناءة التحصيل

وجميع طرق مكاسب الدنيا تحتاج إلى فراغ لها. وحذق فيها وصرف الزمان إليها. والمشتغل بالعلم لا يسعه شيء من ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015