أو طالعته ينبغي أن يكون علماً يصلح قلبك ويزكي نفسك. (ليها الولد للغزالي بتصرف)

(من كلام موفق الدين عبد اللطيف بن يوسف البغدادي)

111 (قال) ينبغي أن تحاسب نفسك كل ليلةٍ إذا أويت إلى منامك. وتنظر ما اكتسبت في يومك من حسنةٍ فتشكر الله عليها. وما اكتسبت من سيئة فتستغفر الله منها وتقلع عنها. وترتب في نفسك ما تعمله في غدك من الحسنات. وتسأل الله الإعانة على ذلك.

(وقال) أوصيك ألا تأخذ العلوم من الكتب وإن وثقت من نفسك بقوة الفم. وعليك بالأستاذين في كل علمٍ تطلب اكتسابه. ولو كان الأستاذ ناقصاً فخذ عنه ما عنده حتى تجد أكمل منه. وعليك بتعظيمه وترحيبه وإن قدرت أن تفيده من دنياك فأفعل. وإلا فبلسانك وثنائك. وإذا قرأت كتاباً فأحرص كل الحرص على أن تستظهره وتملك معناه. وتوهم أن الكتاب قد عدم وأنك مستغن عنه لا تحزن لفقده.

وإذا كنت مكباً على دراسة كتاب وتفهمه فإياك أن تشتغل بآخر معه. وأصرف الزمان الذي تريد صرفه في غيره إليه. وإياك أن تشتغل بعلمين دفعة واحدةً. وواظب على العلم الواحد سنة أو سنتين أو ما شاء الله. وإذا قضيت منه وطرك. فانتقل إلى علمٍ آخر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015