110 إني ناصحك ببعض نصائح أقبلها مني ليلاً يكون عملك خصماً عليك يوم القيامة. تعمل منها وتدع منها. وأما ما تدع فالأول أن لا تناظر أحداً في مسئلةٍ ما استطعت. لأن فيها آفةً كثيرةً وإثمها أكبر سن نفعها إذ هي منبع كل خلق ذميم كالرثاء والحسد والكبر والحقد والعداوة والمباهاة وغيرها. نعم لو وقع مسئلةٌ بينك وبين شخص أو قومٍ وكان إرادتك فيها أن يظهر الحق جاز لك البحث لكن لتلك الإرادة علامتان. إحداهما أن لا تفرق بين أن ينكشف الحق على لسانك أو على لسان غيرك. وثانيتهما أن يكون البحث في الخلاء أحب إليك من أن يكون في الملإ. والثاني مما تدع وهو أن تحذر وتحترز من أن تكون واعظاً ومذكراً لأن آفته كثيرةٌ إلا أن تعمل بما تقول أولاً ثم تعظ به الناس فتفكر فيما قيل لبعضهم: عظ نفسك فإن اتعظت فعظ الناس وإلا فاستحي ربك إن ابتليت بهذا العمل.

وأما ما ينبغي لك أن تفعله. فالأول أن تجعل معاملتك مع الله تعالى. بحيث لو عمل معك بها عبدك ترضى بها منه. ولا يضيق خاطرك عليه ولا تغضب. وما لا ترضى لنفسك من عبدك المجازي فلا ترض به لله تعالى وهو سيدك الحقيقي. والثاني كلما عملت بالناس اجعله كما ترضى لنفسك منهم. لأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحب لسائر الناس ما يحب لنفسه. والثالث إذا قرأت العلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015