تموت. وأما حسناتك فاله عنها فإنه قد أحصاها من لا ينساها 53 حكى أنه حاك بعض العارفين ثوباً وتأنق في صنعته. فلما باعه رد عليه بعيوبٍ فيه فبكى. فقال المشتري: يا هذا لا تبك فقد رضيت به. فقال: ما بكائي لذلك بل لأني بالغت في صنعته وتأنقت في جهدي فرد علي بعيوب كانت خفيةً علي. فأخاف أن يرد علي عملي الذي أنا عملته منذ أربعين سنة. (لبهاء الدين) 54 إسمع مني كلاماً تفكر فيه حتى تجد خلاصاً. لو أنك أخبرت أن السلطان بعد الأسبوع يجيئك زائراً فأنا أعلم أنك في تلك المدة لا تشتغل إلا بإصلاح ما علمت أن نظر السلطان سيقع عليه من الثياب والبدن والدارٍ والفراش وغيرها. والآن تفكر إلى ما أشرت به فإنك فهم ذكي والكلام الفرد يكفي الكيس والعاقل تكفيه الإشارة. إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ونياتكم. (أيها الولد للغزالي) 55 من خطب علي بن أبي طالبٍ: أيها الناس لا تكونوا ممن خدعته الدنيا العاجلة وغرته الأمنية واستهوته البدعة فركن إلى دارٍ سريعة الزوال وشيكة الانتقال. إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكبٍ أو صرة حالب فعلام تعرجون وماذا تنتظرون. فكأنكم وبما أصبحتم فيه من الدنيا لم يكن وبما تصيرون إليه من الآخرة لم يزل. فخذوا الأهبة لأزوف النقلة