وأعدوا الزاد لقرب الرحلة. واعلموا أن كل امرئٍ على قدمٍ قادمٌ. وعلى ما خلف نادمٌ.

56 (ومن خطبةٍ له) . أيها الناس حلوا أنفسكم بالطاعة. وألبسوا قناع المخافة. واجعلوا آخرتكم لأنفسكم. وسعيكم لمستقركم. وأعلموا أنكم عن قليل راحلون. وإلى الله صائرون. ولا يغني عنكم هنا لك إلا صالح عملٍ قد متموه. أو حسن ثوابٍ حزتموه. إنكم إنما تقدمون على ما قدمتم. وتجازون على ما أسلفتم. فلا تخدعنكم زخارف دنيا دنيةٍ. عن مراتب جنانٍ عليهٍ. فكأن قد انكشف القناع وارتفع الأرتياب. ولاقى كل امرئٍ مستقره وعرف مثواه ومنقلبه قال بعضهم:

آن يا ذلي ويا خجلي ... إن يكن مني دنا أجلي

لو بذلت الروح مجتهداً ... ونفيت النوم من مقلي

كنت بالتقصير معترفاً ... خائفاً عن خيبة الأمل

فعلى الرحمان متكلي ... لا على علمي ولا عملي

57 قال بعض العارفين: إذا كان أبونا آدم بعد ما قيل له: أسكن أنت وزوجك الجنة. صدر منه ذنب واحد فأمر بالخروج من الجنة. فكيف نرجو نحن دخولها مع ما نحن مقيمون عليه من الذنوب المتابعة والخطايا المتواترة. (لبهاء الدين) اجعل الهمة في الروح والهزيمة في النفس والموت في البدن لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015