تفقد هشامٌ بعض ولده لم يخضر الجمعة فقال: ما منعك من الصلاة. قال: نفقة دابتي. قال: أفعجزت عن المشي. فمنعه الدابا سنةً. (لأبي الفرج)
خسر الذي ترك الصلاة وخابا ... وأبى معاداً صالحاً ومآبا
إن كان يجحدها فحسبك أنه ... أضحى بربك كافراً مرتابا
أو كان يتركها لنوع تكاسلٍ ... غطى على وجه الصواب حجابا
19 (بيان اختلاف الخلق في لذاتهم) . أنظر إلى الصبي في أول حركته وتميزه فإنه يظهر فيه غريزةٌ بها يستلذ اللعب حتى يكون ذلك عنده ألذ من سائر الأشياء. ثم يظهر فيه بعد ذلك استلذاذ اللهو ولبس الثياب الملونة وركوب الدواب الفارهة فيستخف معه اللعب بل يستهجنه. ثم يظهر فيه بعد ذلك لذة الزينة والمنزل والخدم فيحتقر ما سواها لها. ثم يظهر فيه بعد ذلك لذة الجاه والرئاسة والتكاثر من المال والتفاخر بالأعوان والأتباع والأولاد وهذا آخر لذات الدنيا. وإلى هذه المراتب أشار القائل: إنما حياة الدنيا لعب ولهوٌ وزينةٌ وتفاخرٌ. ثم بعد ذلك فقد تظهر لذة العلم بالله تعالى والقرب منه والمحبة له والقيام بوظائف عباداته وترويح الروح بمناجاته فيستحقر معها جميع اللذات السابقة ويتعجب من المنهمكين فيها. وكما أن طالب الجاه والمال يضحك من لذة الصبي باللعب بالجوز مثلا كذلك صاحب المعرفة والمحبة يضحك من لذة