قال الحسن: بادروا بالعمل الصالح قبل حلول الأجل. فإن لكم ما أمضيتم لا ما أبقيتم
17 خرج الحجاج ذات يومٍ فأصحر وحضر غداؤه. فقال: اطلبوا من يتغدى معنا. فطلبوا فلم يجدوا إلا أعرابياً في شملةٍ فأتوه به. قال له: هلم. قال له: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته. قال: ومن هو. قال: الله تبارك وتعالى دعاني إلى الصيام فأنا صائمٌ. قال: صومٌ في مثل هذا اليوم على حرٍ. قال: صمت ليومٍ هو أحر منه. قال: فافطر اليوم وتصوم غداً. قال: أو يضمن لي الأمير أن أعيش إلى غدٍ. قال: ليس ذلك إلي. قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل ليس لي إليه سبيلٌ. قال: إنه طعامٌ طيبٌ. قال: والله ما طيبه خبازك ولا طباخك ولكن طيبته العافية. قال الحجاج: تالله ما رأيت كاليوم. (لابن عبد ربه)
18 إن الصلاة عماد الدين وعصام اليقين ورأس القربات وغرةً الطاعات. قال بعضهم: إن الصلاة تمسكن وتواضعٌ وتضرعٌ وتأوه وتنادمٌ. ورؤى عن الله سبحانه في الكتب السالفة أنه قال: ليس كل مصل أتقبل صلاته. إنما أقبل صلاة من تواضع لعظمتي ولم يتكبر على عبادي وأطعم الفقير الجائع لوجهي. (أحياء علوم الدين للغزالي) .