وأحرقوهماونهبوا نواحيها. ثم ساروا القتال جلال الدين بن خوارزم شاه وكان عهد له أبوه قبل موته وكان جلال الدين هذا استظهر على التتر وكبسهم في قندهار. فبعث جنكزخان إلى مدينة خوارزم عسكرا عظيما لعظمها لأنها كرس الملك وموضع العساكر. فسارت عساكر التتر إليها مع ابنيه جغاطاي واوكطاي فحاصروها خمسة أشهر ونصبوا عليها الآلات فامتنعت. فاستمدوا عليها جنكزخان فأمدهم بالعساكر متلاحقة. فزحفوا إليها وملكوا جانبا منها ومازالوا يملكونها ناحية إلى أن استوعبوها ثم فتحوا السد الذي يمنع ماء جيحون عنها وهم ينقمون عليه فادركوه وهو نازل مع عسكره على نهر السند. ولما لم ير وسيلة للخلاص اقتحم النهر بفرسه وفر ناجيا بنفسه وتخلص من عسكره ثلاثمائة فارس وأربعة آلاف رجل وبعض أمرائه. فأجاز التتر إلى بلاد ما وراء النهر وإلى همذان وقزوين وأذربيجان وهم يضعون السيف في من قاومهم ويؤمنون من سالمهم ويفتحون عنوة المدن الممتنعة عنهم ويستبيحونها. ثم إنضاف إلى التتر جموع من التركمان والأكراد وساروا إلى الكرج واثخنوا فيهم. وافتتحوا قصبتهم تبريز (لابن خلدون وابن الأثير) ثم ساروا إلى بيلقان فحاصروها. وبعثوا إلى أهل البلد رجلا من أكابرهم يقرر معم في المصانعة والصلح فقتلوه. فأقام التتر في حصارهم وملكوا البد عنوة (608 هجري) , واستلحموا أهلها وأفحشوا في القتل واستباحوا جميع الضاحية قتلا ونهبا وتخريبا. ثم ساروا إلى قاعدة اران وهي كنجة فصالحوا أهلها ثم عبروا الدرنبر (الدنيبر) وخرجوا إلى الأرض الفسيحة وبها أمم القفجاق والان واللكن وطوائف من الترك. فأوقعوا بتلك الطوائف واكتسحوا عامة البسائط. وقاتلهم جموع من القفجان واللان ودافعوهم ولم يطق التتر مغالبتهم. ثم عادوا إلى محاربة قفجاق وانتهوا إلى مدينتهم الكبرى سراي على بحر نيطش المتصل بخليج القسطنطينية فملكوها. وافترق أهلها واعتصم بعضهم بالجبال والغياض وركب بعضهم إلى بلاد الروم. ثم ساروا سنة (610 هجري) إلى بلاد الروس المجاورة لقفجاق وهي بلاد فسيحة وأهلها يدينون بالنصرانية فاستطرد لهم التتر مراحل ثم كروا عليهم واكتسحوا بلادهم وأثخنوا فيهم قتلا وسلبا ونهبا. ثم قصدوا بلغار وهدموا وأحرقوا ونهبوا وأرهقوا. وفي سنة (614 هجري) قفل جنكزخان من الممالك الغربية إلى منازله القديمة الشرقية فعرض له مرض في طريقه. ولما قوي مرضه استدعى أولاده جغاطاي واوكطاي وتولي خان وأورخان وأوصاهم بوصايا وطرائق في سياسة الملك وعين لكل من هؤلاء مملكة من الممالك وأوصى بالتخت لوكطاي.
ذكر لتيمور نسب يتصل بجنكزخان من جهة النساء. وكان رجلا ذا قامة شاهقة