أبيض اللون مشربا بحمرة عظيم الجبهة والرأس عريض الأكتاف مستكمل البنية جهير الصوت وبه قزل. فلما بلغ أشده جعل يطوف في الصحارى والغابات يتربض الفرصة لاستنفاذ بلده فانضم إلى الحسين أمير خراسان لمحاربة أمير بلاد ما وراء النهر فظفر به. ثم حاول على الأمير حسين ونقض عهده وانتزع منه مدينة بلخ فأخربها وقتل الحسين شر قتلة. ثم عبر جيحون وحاصر السلطان غياث الدين في هراة وكبس المدينة وفتك بغياث الدين ثم عاد إلى خراسان ووضع السيف في أهل سجستان وأفناهم من بكرة أبيهم. ثم خرب المدينة ولم يبق لها من أثر. وفي سنة (788 هجري) زحف إلى بلاد فارس وعراق العجم فاستولى عليهما. ولما بلغه موت فيروز شاه سلطان الهند قفل إلى الهند وفتح مدنها الجزيرة واستخلف عليها رجلا من أصحابه. وسار نحو سيواس وكان يملكها الأمير سليمان بن السلطان بايزيد فخام عن لقاء تيمور وفر ناجيا بنفسه. ثم أجمع على فتح الشام فضم إليه أطرافه لقتال ملكها فرج برقوق من الملوك السراكسة فالتقى بابنه عند حلب فهزمه ودخل المدينة واستباحها. وملك حماة وبعلبك على الأمان. ثم زحف إلى دمشق فخرج إلى برقوق لمحاربته فالتحم الفريقان وآل القتال إلى كسرة برقوق وقهره فافتتح تيمور دمشق عنوة وقتل وسفك الدماء. وعاث فيها وأضرم النار في جامعها الأموي. وفي سنة (795 هجري) كر عساكره على مدينة بغداد وهزم سلطانها أحمد من ولد هولاكو وتملكها بعد أن أوسع أهلها قتلا وسبيا. ثم صمم العزم على الإغارة على ممالك الأتراك فسار إلى قراباغ وكان لا يدخل في مسيره قرية إلا أفسدها ولا ينزل على مدينة إلا محاها وبددها. ثم راسل السلطان بايزيد خان المجاهد الغازي يدعوه إلى طاعته فتوجه إلى ملاقاته واجتمع العسكران على نحو ميل من مدينة أنقرة. فاشتعلت الحرب بين الفئتين من الضحى إلى العصر حتى ترك السلطان طائفة من عسكره وذهبوا إلى تيمور فكان ذلك سببا لكسرته ووقوعه في مخالب تيمور فكبله في قفص من حديد فقضى فيه نحبه. ثم اندرأ تيمور راجعاً إلى سمرقند مظفرا فما فتئ أن وافته المنون وكشف الله عن العالم كربه (807 هجري) فملك بعده ابنه شاخ رخ ثم انتقل الملك إلى أعقابه إلى أن تلاشى واضمحل (لأبي الفرج)
قال القرماني وهم من أعظم السلاطين أبهة وجلالة وأشدهم قوة وآثارا. وأول من ملك منهم الأمير عثمان الغازي (699 هجري 1300 م) وأصله من التراكمة الرحالة النزالة من طائفة التتر وهو ابن أرطغرل بن سليمان شاه. وكان شجاعا ومقداما افتتح بلادا كثيرة من يد السلجوقيين فاستقل عليها. ثم ولي بعده ابنه أورخان (726 هجري 1326 م) افتتح بروسا وجعلها مقر سلطنته واستولى على كليبولي وهي مدينة جليلة على شاطئ البحر بينها وبين القسطنطينية ستة وثمانون ميلا. ثم ملك بعده ولده مراد الأول الغازي (761 هجري 1360 م) افتتح أدرنة سنة