أشهر حتى ملكوه. فعبوا البر المتصل بدمياط واشتد قي قتالها وهي في قلة من الحامية لإجفال المسلمين عنها بغتة. ولما جهدهم الحصار وتعذر عليهم القوت استأمنوا إلى الفرنج فملكوها سنة 616 هجري وقاموا في عمارتها وتحصينها وأقام الكامل قريبا منهم لحماية البلاد وبنى المنصورة بقرب مصر عند مفترق البحر من جهة دمياط. وكان الكامل قد خلف أباه السلطان العادل بالملك في مصر وكان العادل قد توفي سنة 615 هجري وكان له من العمر خمس وسبعون سنة. وكان العادل حازما ومتيقنا غزير العقل سديد الآراء ذا مكر وخديعة أتته السعادة واتسع ملكه. وفي سنة 618 هجري كان اجتماع الملك المعظم والملك الأشرف مع نجدة صاحب ماردين وعسكر حلب والملك الناصر صاحب حماة والملك المجاهد صاحب حمص واتصال الجميع بالملك الكامل على عزم قصد الفرنج ورد دمياط منهم. فأحاطوا بهم وضيقوا السبيل عليهم فأجابوا إلى الصلح على تسليم دمياط وإطلاق ما بأيديهم من أسرى المسلمين وإطلاق ما بأيدي المسلمين من أسراهم وقرر الصلح الدكاد نائب البابا وملك عكا وملوك فرنجة ومقدمو الفداوية والاستبارية. وتسلم الكامل دمياط يوم الأربعاء تاسع عشر رجب وكانت مدة مقام الفرنج بها سنة كاملة وأحد عشر شهرا.
وفي سنة 621 هجري قدم إمبراطور الألمان إلى عكا مع جموعه والإمبراطور معناه ملك الأمراء. وإنما اسم الإمبراطور المذكور فرديك (فريديريك الثاني) وكان بين ملوك الفرنج محبا للحكمة والمنطق والطب مائلا إلى المسلمين. وكان الملك الكامل قد أرسل إليه فخر الدين يستدعيه إلى قصد الشام بسبب أخيه المعظم. فوصل الإمبراطور وقد مات المعظم فنشب به الملك الكامل. ولما وصل الإمبراطور استولى على صيدا وكانت مناصفة بين المسلمين والفرنج وسورها خراب. فعمر الفرنج سورها واحتلوا فيها ثم ترددت الرسل بين الملك الكامل وبين الإمبراطور. ولما طال الأمر ولم يجد الملك الكامل بدا من المهادنة أجاب الإمبراطور إلى تسليم القدس إليه على أن تستمر أسوارها خرابا ولا يعمرها الفرنج. ولا يتعرضوا إلى قبة الصخرة ولا إلى الجامع الأقصى ويكون الحكم في الرساتيق إلى والي المسلمين. ويكون لهم من القرايا ما هو على الطريق من عكا إلى القدس فقط ووقع الاتفاق على ذلك وتحالفا عليه. وتسلم الإمبراطور القدس ورجع إلى عكا وركب البحر إلى بلده. وكانت وفاة الملك الكامل صاحب مصر بدمشق سنة 635 هجري. فاستولى على مصر ابنه العادل فخرج بعد وفاة الملك الكامل صاحب الكرك الناصر داود إلى القدس وكان الفرنج عمروا قلعتها فحاصروها وفتحها وضرب القلعة وخرب برج داود (لأبي الفداء)
كان ملك افرنسة (هو لويس بن لويس) من أعظم ملوك الفرنج ويسمونه ريد افرنس فاعتزم على سواحل الشام وسار لذلك كما سار من قبله ملوكهم. فخرج قاصدا الديار المصرية فجمع عساكره فارسها وراجلها وركب البحر بأموال جزيلة وأهبة جميلة فأجاز إلى