على الملك بها وتقارعوا فخرجت القرعة على الكند فلندر على أن يكون لدموس البنادقة الجزائر البحرية أقريطس ورودس وغيرها ويكون لمركيش الفرنسيس الخليج مثل نيقية وفيلادلف ولم تدم له فإنها تغلب عليها بطريق من بطارقة الروم اسمه لشكري. ولم تزل القسطنطينية بيد الفرنج إلى سنة 660 هجري فقصدها الروم واستعادوها من الفرنج.

ولما ملك الفرنج القسطنطينية من يد الروم تكالبوا على البلاد ووصل جمع منهم إلى الشام وأرسوا بعكا عازمين على ارتجاع القدس من المسلمين. ثم ساروا في نواحي الأردن فاكتسحوها وكان العادل بدمشق استنفر العساكر من الشام ومصر. وسار فنزل بالطور قريبا من عكا لمدافعتهم وهم قبالته وساروا إلى كفر كنا فاستباحوه. ثم تراسلوا في المهادنة على أن ينزل لهم العادل عن كثير من مناصف الرملة وغيرهم ويعطيهم يافا. ولما استقرت الهدنة أعطى العساكر دستورا وسار إلى مصر وأقام في دار الوزارة. فقصد الفرنج حماة وقاتلهم صاحبها ناصر الدين فهزموه. وفي سنة 603 هجري أكثر الفرنج الغارات بالشام بحدثان ما ملكوا القسطنطينية فعجز المسلمون عن دفاعهم. وأغار أهل قبرص في البحر على أسطول مصر فظفروا منه بعدة قطع وأسروا من وجدوا فيها. فبعث العادل إلى صاحب عكا يحتج عليه بالصلح فاعتذر بأن أهل قبرص في طاعة إفرنج القسطنطينية وأنه لا يحكم له عليهم فخرج العادل في العساكر إلى عكا حتى صالحه صاحبها على إطلاق أسرى من المسلمين. ثم نازل طرابلس ونصب عليها المجانيق وعاث العسكر في بلادها وقطع قناتها ثم عاد إلى دمشق (لابن خلدون)

زحفة الفرنج السادسة إلى المشرق (1216 م) الزحفة السابعة (1228 م)

كان صاحب رومية أعظم ملوك الفرنج بالعدوة الشمالية من البحر الرومي وكانوا لكهم يدينون بطاعته. فبلغه اختلاف أحوال الفرنج بساحل الشام وظهور المسلمين عليهم فانتدب إلى إمدادهم وجهز إليهم العساكر فامتثلوا أمره من أيالته. وتقدم إلى ملوك الفرنج أن يسر بأنفسهم وتوافت الإمداد إلى عكا سنة 614 هجري. فسار الملك العادل من مصر إلى نابلس فبرز الفرنج ليصدوه وكان في خف من العساكر فخام عن لقائهم فأغاروا على بلاد المسلمين ونازلوا بانياس ورجعوا إلى عكا وامتلأت أيديهم من النهب والسبي. ثم حاصروا حصن الطور وهو الذي اختطه الملك العادل فرجعوا عنها. فبعث السلطان وخر بها لئلا يملكها الفرنج وخرب أسوار القدس حذا عليه منهم ثم سار الفرنج في البحر إلى دمياط وأرسوا بسواحلها والنيل بينهم وبينها. وكان على النيل برج حصين تمر منه إلى سور دمياط سلاسل من حديد محكمة تمنه السفن في البحر الملح أن تصعد في النيل إلى مصر. فلما نزل الفرنج بذلك الساحل خندقوا عليهم وبنوا سورا بينهم وبين الخندق وشرعوا في حصار دمياط واستكثروا من آلات الحصار فبعث ذلك البرج أربعة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015