الفرزدق (38 - 120 هجري) (659 - 729 م)

اسمه همام بن غالب بن صعصعة دارمي من أشراف تميم. والفرزدق لقب به لهجومة وجهه وغلظه. والفرزدق قطع العجين. وكان الفرزدق ردي الطباع قبيح المنظر. سيء المخبر. قاذفا للمحصنات خبيث الهجو. وكان مهيبا تخافه الشعراء. وقد يحتج البعض في تقديمه على انه يميل إلى جزالة الشعر وفخامته وشدة أسره. والفرزدق أكثر الشعراء مقلدا والمقلد المغنى المشهور الذي يضرب به المثل فمن ذلك قوله:

كنا إذا الجبار صعر خده ... ضربناه حتى تستقيم الأخداع

وقوله: وكنت كذئب السوء لما رأى دما=بصاحبه يوما أحال على الدم وقوله: ترى كل مظلوم إلينا فراره=ويهرب منا جهده كل مظلم وقوله: ترى الناس ما سرنا يسيرون حولنا=وإن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا وله القصائد الغراء في الرثاء والفخر والهجو والمديح فمن ذلك قصيدته الميمية في زين العابدين. وقوله في بني المهلب:

فلأمدحن بني المهلب مدحة ... غراء قاهرة على الأشعار

مثل النجوم أمامها قمراؤها ... تجلو العمى وتضيء ليل السار

ورثوا الطعان عن المهلب والقرى ... وخلائقا كتدفق الأنهار

كان المهلب للعراق وقاية ... وحيا ومعقل الفرا

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرقاب نواكس الأبصار

ومات الفرزدق سنة مات فيها الحسن وابن سيرين وجرير (للشريشي)

اللخمي (519 - 596 هجري) (1126 - 1200 م)

هو أبو علي عبد الرحيم بن أحمد اللخمي العسقلاني المصري الدار المعروف بالقاضي الفاضل الملقب مجير الدين وزير السلطان الملك الناصر صلاح الدين وتمكن منه غاية التمكن. وبرز في صناعة الإنشاء وفاق المتقدمين وله فيه غرائب مع الإكثار. إن مسودات رسائله في المجلدات والتعليقات في الأوراق إذا جمعت ما تقصر عن مائة مجلدة وهو مجيد في أكثرها. وهو رب القلم والبيان. واللسن واللسان. والقريحة والوقادة. والبصيرة النقادة. والبديهة المعجزة. والبديعة المطرزة. والفضل الذي ما سمع في الأوائل بمن لو عاش في زمانه لتعلق بغباره. أو جرى في مضماره. يخترع الأفكار. ويفترع الأبكار. ويطلع الأنوار. ويبدع الأزهار. وهو ضابط الملك بآرائه. إن شاء أنشأ في يوم واحد بل في ساعة واحدة ما لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015