وكان أبو بكر قليل الوفاء فهجاء أبو سعيد أحمد بن شهيب الخوارزمي:

أبو بكر له أدب وفضل ... ولكن لا يدوم على البقاء

مودته إذا دامت لخل ... فمن وقت الصباح إلى المساء

وملحه ونوادره كثيرة. ولما رجع من الشام سكن نيسابور ومات بها. (لابن خلكان)

الطغرائي (455 - 513هجري) (1066 - 1120 م)

199 هو مؤيد الدين الأصبهاني المنشأ المعروف بالطغرائي كان عزيز الفضل لطيف الطبع. فاق أهل عصره بصنعة النظم والنثر. وله ديوان شعر جيد. ومن محاسن قصيدته المعروفة بلامية العجم. وكان عملها ببغداد في سنة خمس وخمسمائة يصف حاله ويشكو زمانه. وكان الطغرائي ولي الوزارة بمدينة إربل مدة وذكر العماد الكاتب في تاريخ الدولة السلجوقية أن الطغرائي المذكور كان ينعت بالأستاذ وكان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل. وأنه لما جرى بينه وبين أخيه السلطان محمود المصاف بالقرب من همذان وكانت النصرة لمحمود فأول من أخذ الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود. فاخبر به وزير محمود وهو الكمال نظام الدين السميرمي فقال: من يكن ملحدا يقتل. وقد كانوا خافوا منه فاعتمدوا قتله بهذه الحجة وقتل في سوق ببغداد عند المدرسة النظامية. وقيل قتله عبد أسود كان للطغرائي المذكور لأنه قتل أستاذه. (لابن خلكان)

الفارضي (576 - 632 هجري) (1181 - 1235 م)

هو عمر بن أبي الحسن الحموي الأصل المصري المولد والدار والوفاة المعروف بابن الفارض المنعوت بالشرف. له ديوان شعر لطيف. وأسلوبه فيه رائق ظريف. ينحو منحى طريقة الفقراء. وله قصيدة مقدار ستمائة بيت على اصطلاحهم ومنهجهم. وما ألطف قوله من جملة قصيدة طويلة:

أهلا بما لم أكن أهلا بموقعه ... قول المبشر بعد اليأس بالفرج

لك البشارة فأخلع ما عليك فقد ... ذكرتم على ما فيك من عوج

وأحسن ما قال في صفة الباري قوله:

وعلى تفنن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف

وله دوبيت مواليا وألغاز. وسمعت أنه كان رجلا صالحا كثير الخير على قدم التجرد جاور مكة زمانا وكان حسن الصحبة محمود العشرة. وكانت ولادته بالقاهرة وتوفي بها ودفن من الغد بسفح المقطم (لابن خلكان)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015