صفي الدين الحلي (685 - 740 هجري) (1287 - 1340 م)

هو عبد العزيز بن سرايا الحلي الملقب بصفي الدين مناهل ألفاظه العذاب صافية من شوائب التعقيد. ورياض معانيه بنشرها اللباب شاقية لمن كرع من نهرها الرائق المديد وأخبر عن نفسه قال: كنت قبل أن أشب عن الطوق. وأعلم ما دواعي الشوق. تهجا بالشعر نظما وحفظا. متقنا علومه معنى ولفظا. فأعده من أدب الفضائل. ثم جرت بالعراق حروب ومحن أوجبت بعدي عن عريني. وهجر أهلي وقربني. بعد أن تكمل لي من الأشعار. ما سبقني إلى الأمصار. فحططت رحالي بفناء ملوك آل أرتق أصحاب ماردين. فثبتوا بالإحسان فدمي. وصانوا عن بني الزمان وجهي ودمي. فنظمت في مدح السلطان العظم نجم الدين أبي الفتح غازي تسعا وعشرين قصيدة. كل منها تسعة وعشرون بيتا على حرف من حروف المعجم يبدأ في كل بيت منها وبه يختم. ووسمته بدرر النحور. في مدائح الملك المنصور. ثم قذف بي خوف بلادي إلى الديار المصرية. وأهلت للمثول في الحضرة الشريفة الملكية الناصرية. فشملني من الأنعام ما الزمتني المروءة مكافأة تلك الحقوق. ورأيت كفرانها كالعقوق. فجمعت له من جد شعره وهزله. ورقيق لفظه وجزله. فبوبته أبين التبويب. ورتبته أحسن الترتيب فوقع عنده بموقع الاستحسان. وأكرم مثواي وأجزل علي الإحسان. (آه) ولصفي الدين الحلي مؤلفات منها كتاب في علم الرمي وكتاب في أغلاط العرب. وكانت وفاته في بغداد (من ديوانه)

الخوارزمي (316 - 383 هجري) (929 - 992 م)

هو أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الشاعر المشهور ويقال له البطر خزي أيضا ابن أخت الطبري صاحب التاريخ وأبو بكر المذكور أحد الشعراء المجيدين الكبار المشاهير. كان إماما في اللغة والأنساب. أقام بالشام مدة وسكن بنواحي حلب وكان يشار إليه في عصره. ويحكى أنه قصد حضرة الصاحب بن عباد وهو بارجان فلما وصل إلى بابه قال لأحد حجابه. قل للصاحب: على الباب أحد الأدباء وهو يستأذن في الدخول. فدخل الحاجب واعلمه فقال الصاحب: قل له: قد ألزمت نفسي أن لا يدخل علي من الأدباء إلا من يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب. فخرج إليه الحاجب واعلمه بذلك. فقال له أبو بكر: ارجع إليه وقل له: هذا القدر من شعر الرجال أم من شعر النساء. فدخل الحاجب فأعاد عليه ما قال. فقال الصاحب: هذا يكون أبو بكر الخوارزمي فأذن له في الدخول. فدخل عليه فعرفه وانبسط له. وأبو بكر المذكور له ديوان رسائل وديوان شعر ومن نظمه قوله:

رأيتك أن أيسرت خيمت عندنا ... مقيما وإن أعسرت زرت لماما

فما أنت إلا البدر أن قل ضوءه ... أغب وإن زاد الضياء أقاما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015