صورة وزير وله شيء كثير من الرسائل والنظم فمن ذلك قوله:

يا بائعا حظه مني ولو بدلت ... لي حياة بحظي منه لم أبع

يكفيك أنك إن حملت قلبي ... ما لا يستطيع قلوب الناس يستطع

ته أحتمل واستطل أصبر وعز أهن ... وول أقبل وقل أسمع ومر أطع

وله القصائد الطنانة ولولا خوف الإطالة لذكرنا بعضها. ومن بديع قلائده قصيدته النونية التي منها:

تكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينا

حالت لبعدكم أيامنا فغدت ... سودا وكانت بكم بيضا ليالينا

بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا ... واليوم نحن وما يرجى تلاقينا

وهي طويلة وكل أبياتها نخب. وكانت وفاته بإشبيلية (الذخيرة لابن بسام)

ابن مطروح (592 ... 649 هجري) (1197

1252 م)

هو أبو الحسن يحيى بن مطروح الملقب جمال الدين من أهل صعيد مصر. ونشأ هناك وأقام بقوص مدة وتنقلت به الأحوال في الخدم والولايات. ثم اتصل بخدمة السلطان الملك الصالح أبي الفتح أيوب الملقب نجم الدين الأيوبي. وكان إذ ذاك نائبا عن أبيه الملك الكامل بالديار المصرية فرتبه السلطان ناظرا في الخزانة. ولم يزل يقرب منه ويحظى عنده إلى أن ملك الملك الصالح دمشق. فرتبه بدمشق نائبا في صورة وزير لها. فحسنت حالته وارتفعت منزلته. ثم تغير عليه الملك الصالح وتنكر له وعزله عن ولايته لأمور نقمها عليه. فيقي ابن مطروح مواظبا على الخدمة مع الإعراض عنه إلى أن مات الملك الصالح. فدخل مصر وأقام بها في داره إلى وفاته. وكانت أدواه جميلة وخلاله حميدة. جمع بين الفضل ولمروءة والأخلاق المرضية. ويستجاد له قوله في بعض أسفاره وقد نزل في طريقه بمسجد وهو مريض:

يا رب إن عجز الطبيب فداوني ... بلطيف صنعك واشفني يا شافي

أنا من ضيوفك قد حسبت وإن من ... شيم الكرام البر بالأضياف

وكان بينه وبين أدباء عصره مذاكرات أدبية لطيفة ومكاتبات في الغيبة. واجتمع في مصر ببهاء الدين زهير الشاعر. ولابن مطروح ديوان شعر يتداوله الناس (لابن خلكان)

ابن النبيه (559 - 619 هجري) (1165 - 1223 م)

هو أبو الحسن علي الشاعر البارع كمال الدين بن النبيه المصري. بدر فصاحته تحلى بصفة الكمال. وشمس بلاغته لا يعتري سناها زوال. كلامه تعشقه الطباع. وتلتذ به الأسماع. وله شعر أعذب من الماء الزلال. وأغرب من السحر الحلال. ونثر ألطف من كاسات الشمول وأرق من نسمات الشمال. فالنظم والنثر عنده جتان عن يمين وشمال. مدح بني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015