ابن دريد (223 - 321 هجري) (839 - 934 م)

هو أبو بكر محمد بن دريد الأزدري ولد بالبصرة ونشأ بعمان. وطلب علم النحو وكان من أكابر علماء العربية مقدما في اللغة وأنساب العرب وأشعارهم. وكان شاعرا كثير الشعر. فمن ذلك مقصورته المشهورة فكان يقال أن أبا بكر بن دريد أعلم الشعراء وأشعر العلماء. وله في الكتب كتاب الجمهرة في اللغة وكتاب الاشتقاق وكاتب الخيل الكبير وكتاب الخيل الصغير وكتاب الأنواء وكتاب الملاحن وكتاب أدب الكتاب إلى غير ذلك. وذكر أنه مات هو وأبو هاشم الجباءي في يوم واحد ودفنا في مقبرة الخيزران. وقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجباءي. ورثاه جحظة فقال:

فقدت بابن دريد كل منفعة ... لما غدا ثالث الأحجار والترب

قد كنت أبكي لفقد الجود آونة ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب (للأنباري)

ابن الرومي (211 - 282 هجري) (837 - 896 م)

هو أبو الحسن بن جورجيس المعروف بابن الرومي. الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب. والتوليد الغريب. يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة. ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقى فيه بقية. وله القصائد المطوية والمقاطيع البديعة. وله في الهجاء والمديح كل شيء ظريف. فمن ذلك قوله وما سبقه أحد إلى هذا المعنى:

آراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجوم

منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والخريات رجوم

ومات ابن الرومي ببغداد وفيها يقول وقد غاب عنها في بعض أسفاره:

بلد صبحت به الشبيبة والصبا ... ولبست ثوب العيش وهو جديد

فإذا تمثل في الضمير رأيته ... وعليه أغصان الشباب تميد

ابن زيدون (354 - 405 هجري) (966 - 1014 م)

هو أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي القرطبي الشاعر المشهور كان غاية منثور ومنظوم. وخاتمة شعراء بني مخزوم. اخذ من حر الأيام حرا. وفاق الأنام طرا. وصرف السلطان نفعا وضرا. ووسع البيان نظما ونثرا. إلى أدب ليس للبحر تدفقه. ولا للبدر تألقه. وشعر ليس للسحر بيانه. ولا للنجوم اقترانه وحظ من النثر غريب المعاني. شعري الألفاظ والمعاني. وكان من أبناء وجوه الفقهاء بقرطبة. وبرع أدبه وجاد شعره. وعلا شأنه وانطلق لسانه. ثم انتقل عن قرطبة إلى المعتضد عباد صاحب إشبيلية فجعله من خواصه يجالسه في خلواته. ويركن إلى إشاراته. وكان معه في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015