عمرو: إنه غير فذكر له ذلك فغضب وقال: هاته فضرب عنق بعير ضربة واحدة فأبانها وقال: إنما أعطيتك السيف لا الساعد. وكان كثير الكذب فقيل له: إنك شجاع في الحرب والكذب فقال: إني كذلك وشهد عمرو وقعة اليرموك وكان يستشيره القواد في حروبهم.

لبيد (680 م)

هو أبو عقيل بن ربيعة بن مالك العامري أحد شعراء الجاهلية المعدودين فيها والمخضرمين. وهو من أشرف الشعراء المجيدين والفرسان المعمرين. وأدرك لبيد الإسلام وحسن إسلامه ونزل الكوفة أيام عمر فأقام بها حتى مات في آخر خلافة معاوية. وكان عمره مائة وخمسا وأربعين سنة. وكان لبيد جوادا من أفصح شعراء العرب وأقلهم لغوا في شعره يقضي منه العجب لجودة اختياره وصحة إنشاده. وقيل أنه هو الذي جمع القرآن. فقال عند جمعه:

الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى لبست من الإسلام سربالا

ولم يقل غير هذا البيت في الإسلام. وقيل أن عمر بن الخطاب استنشده أيام خلافته من شعره فانطلق فكتب سورة البقرة في صحيفة ثم أتى بها وقال: أبدلني الله هذه في الإسلام مكان الشعر. فسر عمر بجوابه وأجزل عليه العطاء. وله المعلقة المقامة المشهورة (لأبي عبيدة)

الشعراء المسلمون

ابن خفاجة (450 - 533 هجري) (1060 - 1138 م)

هو أبو إسحاق بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة الأندلسي الشاعر ولد بجزيرة شقر من أعمال بلنسية من بلاد الأندلس وكان مقيما بشرق الأندلس ولم يتعرض لاستماحة ملوك طوائفها مع تهافتهم على أهل الأدب. وله ديوان شعر أحسن فيه كل إحسان. وابن خفاجة هذا هو مالك أعنة المحاسن وناهج طريقها. العارف بترصيعها وتنميقها. الناظم لعقودها. الراقم لبرودها. المجيد لإرهافها. العالم بجلائها وزفافها. تصرف في فنون الإبداع كيف شاء وأبلغ دلوه من الإجادة الرشاء. فشعشع القول وروقه ومد في ميدان الإعجاز طلقه. فجاء نظامه أرق من النسيم العليل. وآنق من الروض البليل. يكاد يمتزج بالروح وترتاح له النفس كالغصن المروح. أن وصف فناهيك من غرض انفرد بمضماره. وتجرد بحمى ذماره. وإن مدح فلا الأعشى للمحلق. ولا حسان لأهل جلق. وإن تصرف في فنون الأوصاف. فهو فيها كفارس خصاف. وكان في شبيبته مخلوع الرسن. في ميدان مجونه. كثير الوسن. بين صفا الانتهاك وحجونه. لا يبالي بمن التبس. ولا أي نار اقتبس. إلا أنه قد نسك نُسك ابن أذينة. وغض عن إرسال نظره في أعقاب الهوى عينه. وقد أثبت ما يقف عليه اللواء. وتصرف إليه الأهواء. (قلائد العقيان لابن خاقان)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015