شاعرا مغلقا طويل البقاء في الجاهلية والإسلام. نادم المنذر ومدحه وكان على دين الحنيفية يقر بالتوحيد ويصوم ويستغفر ويتوقع أشياء لعواقبها ومن قوله:

الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما

الحافظ الرافع السماء على ال ... أرض ولم يبن تحتها دعما

وكانت وفاته بأصبهان وله من العمر ما ينيف على المائة (شعراء الجاهلية لأبي عبيدة)

الشعراء المخضرمون

حسان بن ثابت (675 م) (54 هجري)

هو أبو عبد الرحمن حسان بن ثابت بن المنذر الأنصاري من المخضرمين. عاش ستين سنة في الجاهلية وستين سنة في الإسلام وتوفي بالمدينة. وقد أجمعت العرب على أن حسان أشهر أهل المدر. ولما كان أهل مكة يعيرون الإسلام ويهجون صاحبه أذن محمد لحسان أن يحمي أعراض المسلمين فقال: اهجهم وجبريل معك وسيعينك عليهم روح القدس. ومن قوله في الفخر:

نحن الملوك فلا حي يقاربنا ... من الملوك وفينا يؤخذ الربع

تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا

كم قد نشدنا من الأحياء كلهم ... عند النهاب وفضل العز يتبع

وننحر الكوم عبطا في منازلنا ... للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا

ونحن نطعم عند المحل ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يظهر الفرع

وننصر الناس تأتينا سراتهم=من كل أوب فتمضي ثم نتبع وقد تستحسن له قصائد في وقعة بدر يفخر بها. وفي آخر حياته كف بصره.

الحطيئة

الحطيئة لق لقب به لقصره واسمه أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك من فحول الشعراء ومتقدميهم وفصحائهم. متصرف في جميع فنون الشعر من المديح والهجاء والفخر. وكان ذا شر وسفه ينتمي إلى كل قبيلة إذا غضب على الآخرين. وهو مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام. وكان الحطيئة مطبوعاً على الهجاء دنيء النفس قبيح المنظر رث الهيئة فاسد الدين. وكان بذياً هجاء. فالتمس ذات يوم إنسانا يهجوه فلم يجده وضاق عليه ذلك فأنشأ يقول:

أبت شفتاي اليوم إلا تكلما ... بشر فما أدري لمن أنا قائله

وجعل يدهور هذا البيت في أشداقه ولا يرى إنسانا إذ اطلع في ركي فرأى وجهه فقال:

أرى لي وجها شوه الله خلقه ... فقبح من وجه وقبح حامله

قال ابن أبي بكر لقيت الحطيئة بذات عرق فقلت له: يا أبا ملكة من أشعر الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015