وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظت ... ألفيت خيرا من معم مخول
والخيل تعلم والفوارس أنني ... فرقت جمعهم بضربة فيصل
إن يلحقوا أكرر وإن يستلحموا=أشدد وإن يلفوا بضنك أنزل ولقد أبيت على الطوى وأظله=حتى أنال به كريم المأكل وقيل لعنترة أنت أشجع العرب قال: لا. قال: فبماذا شاع لك هذا في الناس. قال: كنت أقدم إذا رأيت الإقدام عزما. وأحجم إذا رأيت الإحجام حزما. ولا أدخل موضعا إلا أرى لي منه مخرجا. وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطير لها قلب الشجاع فاثني عليه فأقتله. وحدث عن عمر بن الخطاب أنه قال للحطئية: كيف كنتم في حربكم. قال: كنا ألف فارس حازم. قال: وكيف يكون ذلك. قال: كان قيس بن زهير فينا (وكان حازماً) فكنا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد فكنا نأتم بشعره فكنا كما وصفت لك. فقال عمر: صدقت. قال ابن الكلب: كان عمرو بن معدي كرب يقول: ما أبالي من لقيت من فرسان العرب ما لم يلقني حراها وهجيناها يعني بالحرين عامر بن الطفيل وعتيبة بن الحارث بن شهاب وبالعبدين عنترة والسليك بن السلكة. وكان عنترة أحسن العرب شيمة وأعلاهم همة وأعزهم نفسا. وكان مع شدة بطشه حليما لين العريكة سهل الأخلاق. وكان شديد النخوة كريما مضيافا لطيف المحاضرة رقيق الشعر. وله فيه لطائف كثيرة يعرض فيه عن تنافر الألفاظ وخشونة المعاني. وعمر عنترة تسعين سنة.
هو زياد بن معاوية ويكنى أبا أمامة. وهو أحد الأشراف الذين غض الشعر منهم. وهو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء. وإنما لقب لطول باعه في الشعر. وكان يضرب للنابغة قبة من أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها. وكان النابغة كبيرا عند النعمان خاصا به. وكان من ندمائه وأهل أنسه. ثم تغير عليه وأوعده وتهدده. فهرب منه فأتى قومه ثم شخص إلى ملوك غسان فامتدحهم. ثم كتب إلى النعمان يعتذر إليه بقصيدته الميمية التي مطلعها (يا دار مية) . فأمنه النعمان واستنشده من شعره فأذن له أن ينشده قصيدته التي يقول فيها:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب
لأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
ثم أسن النابغة وكبر وتوفي في السنة التي قتل فيها النعمان بن المنذر أما النابغة الجعدي فهو أبو ليلى بن حسان بن قيس وكان أسن من النابغة الجعدي. وكان