عمرو بن كلثوم (570 م)

هو ابن مالك بن عتاب التغلبي صاحب المعلقة المعروفة. وله في شعره غرائب يغوص في بحر الكلام على در المعنى الغريب. وكان يقوم بقصائده خطيبا بسوق عكاظ في مواسم مكة. وبنو تغلب تعظمها جدا يرويها صغارها وكبارها. ولما حضرته الوفاة وقد أنت عليه خمسون ومائة سنة جمع بنيه فقال: يا بني قد بلغت من المعمر ما لم يبلغه أحد من آبائي. ولابد أن ينزل بي ما نزل بهم من الموت. وإني والله ما عيرت أحد بشيء إلا عيرت بمثله. إن كان حقا فحقا وإن كان باطلا فباطلا. فكفوا عن الشتم فإنه أسلم لكم. وأحسنوا جواركم يحسن ثناءكم. وامتنعوا عن ضيم الغريب. وإذا حدثتم فعوا. وإذا حدثتم فأوجزا. فإن مع الإكثار تكون الأهذار. وأشجع القوم العطوف بعد الكر كما أن أكرم المنايا القتل. ولا خير فيمن لا روية له عند الغضب ولا من إذا عوتب لم يعتب. ومن الناس من لا يرجى خيره ولا يخاف شره. فبكؤه خير من دره. وعقوقه خير من بره.

عنترة العبسي (615 م)

هو عنترة بن شداد العبسي. وكانت أمه حبشية أمة حبشية يقال لها زبيبة. وكان سبب ادعاء أبي عنترة إياه أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلا فتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم وعنترة يؤمئذ فيهم فقال له أبوه كر يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكر. إنما يحسن الحلب والصر. فقال: كر وأنت حر فكر. وقاتل يؤمئذ قتالا حسنا فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه.

وعنترة أحد أغربة العرب وهم ثلاثة عنترة وخفاف بن ندبة والسليك بن السلكة. قال أبو عمرو الشيباني: غزت بنو عبس بني تميم وعليهم قيس بن زهير فانهزمت بنو عبس وطلبتهم بنو تميم فوقف لهم عنترة. ولحقهم كبكبة من الخيل فحامى عنترة عن الناس فلم يصب مدبر. , وكان قيس بن زهير سيدهم فساءه ما صنع عنترة يؤمئذ فقال حين رجع: والله ما حمى الناس إلا ابن السوداء. وكان قيس أكولا فبلغ عنترة ما قال. فقال يعرض به قصيدته التي يقول فيها:

بكرت تخوفي الحتوف كأنني ... أصبحت عن عرض الحتوف بمعزل

فأجبتها إن المنية منهل ... لابد أن أسقى بكأس المنهل

فاقني حياءك لا أبا لك واعلمي ... أني امرؤ سأموت إن لم أقتل

إن المنية لو تمثل مثلت ... مثلي إذا نزلوا بضنك المنزل

إني امرؤ من خير عبس منصبا ... شطري واحمي سائري بالمنصل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015