وأما ابنه كعب فهو من المخضرمين ومن فحول الشعراء وكان له أخ اسمه بجير سمع من محمد فأسلم. فبلغ ذلك كعبا فقال:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالة ... على أي شيء ويب غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا ... عليه ولم تردك عليه أخا لكا
سقاك أبو بكر بكاس روية ... فأنهلك المأمون منها وعلكا
فبلغت أبياته محمدا فغضب عليه وأهدر دمه. وقال: من لقي منكم كعب بن زهير فليقتله. فكتب إليه أخوه يخبره وقال له: انج وما أراك بمفلت. وكتب إليه بعد ذلك يأمره أن يسلم فأسلم كعب. وقال قصيدته (بانت سعاد) يعتذر فيها إلى محمد فأمنه (الأغاني)
هو ثابت بن أوس الأزدي الشاعر من أهل اليمن. والشنفرى هو العظيم الشفتين. وهو شاعر من الأزد من العدائين. وكان في العب من العدائين من لا يلحقه الخيل منهم هذا وسليك بن السلكة وعمر بن براق وأسيد بن جابر وتأبط شرا. وكان الشنفرى حلف ليقتلن من بني سلامان مائة رجل فقتل منهم تسعة وتسعين. وكان ذا وجدا لرجل منهم يقول له الشنفرى: لطرفك. ثم يرميه فيصيب عينه. فاحتالوا عليه فأمسكوه وكان الذي أمسكه أسيد بن جابر أحد العدائين رصده حتى نزل في مضيق ليشرب الماء فوقف له فيه فأمسكه ليلا. ثم قتلوه فمر رجل منهم بجمجمته فضربها برجله فدخلت شظية من الجمجمة فمات منها. فمت القتلى مائة. وله الشعر الحسن في الفخر والحماسة منه لاميته المعروفة بلامية العرب (للميداني)
هو أبو نجد عروة بن الورد بن زياد العبسي شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها المقدمين الأجواد. وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم. ولم يكن لهم معاش إلا مغزاه وكان يعارض حاتما في جوده. فكان غض الطرف قليل الفحش كثير العطاء حاميا لحقيقته. ومن شعره قوله:
إذا المرء لم يطلب معاشا لنفسه ... شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرا
وصار على الأذنين كلا وأوشكت ... صلات ذوي القربى له أن تنكرا
وما طالب الحاجات من كل وجهة ... من الناس إلا من أجد وشمرا
فسر في بلاد الله والتمس الغنى ... تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا
وقتل عروة في بعض غاراته. قتله رجل من طهية (من ديوانه)