فهبه تسمى اسمي وسميت باسمه ... فأين له صبري على معظم الخطب
وأين له بأس كبأسي وسورتي ... وأين له في كل فادحة قلبي
وقتل تأبط شرا في بلاد هذيل. ورمي به في غار يقال له رخمان (الأغاني)
هو ابن مكروه بن يزيد اليشكري البكري صاحب المعلقة. وكان من خبر هذه القصيدة والسبب الذي دعا الحارث إلى قولها أن عمرو بن هند الملك وكان جبارا عظيم الشأن والملك لما جمع بكرا وتغلب ابني وائل وأصلح بينهما أخذ من الحيين رهنا من كل حي مائة غلام ليكف بعضهم عن بعض. فكان أولئك الرهن يكونون معه في مسيره ويغزون معه. فأصابتهم سموم في بعض مسيرهم فهلك عامة التغلبيين وسلم البكريون. فقالت تغلب لبكر: أعطونا ديات أبنائنا فإن ذلك لكم لازم. فأبت بكر بن وائل. فاجتمعت تغلب إلى عمرو بن كلثوم وأخبروه بالقصة. فقال عمرو: أرى والله الأمر سينجلي عن أحمر أصلح أصم من بني يشكر. فجاءت بكر بالحارث بن حلزة وجاءت تغلب بعمرو بن كلثوم. فلما اجتمعوا عند الملك قال عمرو بن كلثوم للحارث بن حلزة: يا أصم جاءت بك أولاد ثعلبة تناضل عنهم وهم يفخرون عليك. فقال الحارث: وعلى من أظلت السماء كلها يفخرون ثم لا ينكر ذلك. وقام الحارث بن حلزة فارتجل قصيدته هذه ارتجالا. توكأ على قوسه وأنشدها واقتطم كفه وهو لا يشعر من الغضب حتى فرغ منها. قال ابن الكلب: أنشد الحارث عمرو بن هند هذه القصيدة وكان به وضح فقيل لعمرو بن هند إن به وسحا. فأمر أن يجعل بينه وبينه ستر. فلما تكلم أعجب بمنطقه فلم يزل عمرو يقول: أدنوه أدنوه حتى أمر بطر الستر وأقعده معه قريبا منه لإعجابه به. وعمر الحارث طويلا وابنه ظليم من فحول شعراء العرب (شعراء الجاهلية لأبي عبيدة)
هو معاوية بن الحارث فارس شجاع وشاعر فحل. وكان أطول الفرسان الشعراء غزوا وأبعدهم وأكثرهم ظفرا. وأيمنهم نقيبة عند العرب يقال أنه غزا مائة غزاة ما أخفق في واحدة منها. فأدرك الإسلام فلم يسلم. وخرج مع قومه يوم حنين مظاهرا للمشركين ول فضل فيه للحرب. وإنما أخرجوه تيمنا به ليقبسوا من ورائه. فمنعهم مالك بن عوف من قبول مشورته. وقتل دريد في ذلك اليوم على شركه. وله في أخيه عبد الله مراث أجاد فيها ما أراد. وأخبر أبو عبيدة قال: هجا دريد بن الصمة عبد الله بن جدعان التيمي تيم قريش فقال:
هل بالحوادث والأيام من عجب ... أم بابن جدعان عبد الله من كلب
قال فلقيه عبد الله بن جدعان بعكاظ فحياه وقال له: هل تعرفني يا دريد. قال: لا.