بشعره. فاجمعوا له مائة من الإبل. ففعلوا فأخذوها وانطلق إلى بلده. فلما كان بقاع منفوحة رمى به بعيره فقتله (الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني)

أوس بن حجر (620 م)

قال الأصمعي: هو أوس بن حجر بن مالك شاعر تميم من شعراء الجاهلية وفحولها. يجيد في شعره ما يريد. وهو من الطبقة الثانية وكان انقطع إلى فضالة بن كلدة لما جاد عليه النعم. فلما مات فضالة وكان يكنى أبا دليجة. قال فيه أوس بن حجر يرثيه:

يا عين لابد من سكب وتهمال ... على فضال جل الرزء والعالي

أبا دليجة من توصي بأرملة ... أم من لأشعث ذي طمرين ممحال

أبا دليجة من يكفي العشيرة إذ ... أمسوا من الأمر في لبس وبلبال

لا زال مسك وريحان له ارج ... على صداك بصافي اللون سلسال

ومن فاضل مراثيه ونادرها قوله:

أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تكرهين قد وقعا

إن الذي جمع السماحة والن ... م جدة والحزم والقوى جمعا

المخلف المتلف المزرأ لم ... يمتع بضعف ولم يمت طبعا

أودى وهل تنفع الإشاحة من ... شيء لمن قد يحاول النزعا

وعمر أوس بن حجر طويلا وكانت وفاته في أول ظهور الإسلام

تأبط شرا (530 م)

هو ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي أحد محاضرين العرب ومغاويرهم المعدودين. وقد غلب عليه هذا اللقب لما خبره الأصمعي قال: سار تأبط شرا في ليلة ذات ظلمة وبرق ورعد فأخذ عليه الطريق أسد وقيل غول فلم يراوغه وهو يطلبه ويلتمس غرة منه فلا يقدر عليه حتى ظفر به وقتله. فلما أصبح حمله تحت إبطه وجاء به إلى أصحابه فقالوا له: لقد تأبطت شرا فقال:

ألا من مبلغ فتيان فهم ... بما لاقيت عند رحى بطان

وإني قد لقيت الغول تهوي ... بسهب كالصحيفة صحصحان

فقلت لها كلانا نضو أين ... أخو سفر فخلي لي مكاني

فشدت شدة نحوي فأهوى ... لها كفي بمصقول يماني

فأضربها بلا دهش فخرت ... صريعا لليدين وللجران

فقالت عد فقلت لها رويدا ... مكانك إنني ثبت الجنان

فلم أنفك متكئا عليها ... لأنظر مصبحا ماذا أتاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015