فلا تذعن للخطب آدك ثقله ... فمثلك للأمر العظيم حمول

فلا تجزعن للكبل مسك وقعه ... فإن خلاخيل الرجال كبول

في الوصاة

كتب بديع الزمان إلى أبي نصر الميكالي يوصيه بأبي نصر

أنا في مفاتحة الأمير بين ثقة تعد. ويد ترتعد. ولم لا يكون ذلك البحر وغن لم أره. فقد سمعت خبره. ومن رأى من السيف أثره. فقد رأى أكثره. وإذا لم ألقه. فهل أجهل خلقه. وما وراء ذلك من تالد أصل ونشب. وطارف فضل وأدب. وبعد همة وصيت. فمعلوم تشهد بذلك الدفاتر. والخبر المتواتر. وتنطق به الأشعار. كما تختلف عليه الآثار. والعين أقل الحواس إدراكا. والآذان أكثرها استمساكا. أن شيخنا أبا نصر بن دوسنام سألني طول هذه المدة. مكاتبة تلك السدة. مستشفعا بكتابي إلى الخلق العظيم. والعلق الكريم. والفضل الجسيم. وكل شيء على الميم في باب التفخيم. وبي أن أعرف شغل شاغل. وحتى أقبل وأداخل. دخولا معلوما. لا يقتضي لوما. فلا تظنن إلا الجميل وعرفته أن المرء وجوده. ثم جوده. وشفيع لا يعرف غريب ولكنه من غريب الخبيث. لا من غريب الحديث. فأبى إلا أن أفعل وقد فعلت على السخط من القرط. فإن قبلت الشفاعة فالمجد يأبي ألا أن يعمل عمله. وأن ردت فليست كلمة السوء مثله. والسلام.

كتاب ابن الخطيب إلى شيخه أبي عبد الله بن مرزوق التلمساني شافعا

يا سيدي أبقاكم الله تعالى محط الآمال وقبلة الوجوه. وبلغ سيادتكم ما تؤمله من فضل الله تعالى وترجوه. وكلأ بعين حفظه ذاتكم الفاخرة. وجعل عز الدنيا متصلا لكم بعز الآخرة. بعد تقبيل يدكم التي يدها لا تزال تشكر. وحسنتها عند الله تعالى تذكر. أنهي إلى مقامكم أن الشيخ أبا فلان مع كونه مستحق التجلة. بهجرة إلى أبوابكم الكريمة قدمت. ووسائل من أصالة وحشمة كرمت. وفضل ووقار وتنويه للولاية إن كانت ذات احتقار وسن اقتضى الفضل بره. وأدب شكر الاختبار عليه وسره. وله بمعرفة سلفكم الأرضى وسيلة مرعية. وفي الاعتراف بنعمتكم مقامات مرضية. وتوجه إلى بابكم والتمسك بأسبابكم. والمؤمل من سيدي ستره بجناح رعيه في حال الكبرة. ولحظه بطرف المبرة. أما في استعمال يليق بذوي الاحتشام أو سكون تحت رعي واهتمام. وإعانة على عمل صالح يكون مسكة ختام. وهو أحق الغرضين بالتزام. وإحالة سيدي في حفظه رسم مثله. على الله تعالى الذي يجزي المحسنين بفضله. ومنه نسأل أن يديم أيام المجلس العلمي محروسا من النوائب. مبلغ الآمال والمآرب. والمملوك قد قرر شأنه في إسعاف المقاصد المأمولة من الشفاعة إليكم. والتحسب في هذه الأبواب عليكم. وتقليب القلوب بيد الله تعالى الذي يعطي ويمنع. ويملك الأمر أجمع. والسلام (نفح الطيب للمقري)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015