طريق ولا مذهب. ولو تعرضت لسخطه. بعد ما عرفته من شططه. لتحملت دونه الوزر في ظلمي. ولكنت مقدمته إلى ذمي. ومن قعد تحت الريبة ركبته. ومن تعرض للظنة نالته
ومن دعا الناس إلى ذمه ... رموه بالحق وبالباطل
وأقل ما كان ينبعث من حضوري أن يثب هذا الجواد وثبة يصون القاضي عنها. ويبتذلني لها. فأكون قد ضررت نفسي ولم أنفع غيري فإذا بالمحنة قد تضاعفت على القاضي ضعفين. وتكررت عليه كرتين. يرى بولي من أوليائه. داء لا يقدر على دوائه. ويرى وقودا لا يصل إلى إطفائه. ويتبين في حالة متصلة بحالة ثلمة لا يمكن سدها. ومحنة لا يستوي لها ردها. فلما مثلت بين تخلفي آمنا. وحضوري خائفا. عدلت بين طرفي في الرؤية. ووزنت بين مقداري المحنة. فرأيت أن أميل مع السلامة. وأقنع من العمل بالنية. واغتفر عهدة التفصيل لصحة الجملة. فغبت وكلي غير جسمي شاهد. وتميزت وما أنا إلا مشاهد. وبعدت وقلبي سهيم. وأغضيت على عين كلها قذى. وانطويت على صدر كله شجا. وانصرفت بقلب ساقط راض وأغمضت بجفن ضاحك باك وقلت:
فإن تسجنوا القسري لا تسجنوا اسمه ... ولا تسجنوا معروفه في القبائل
ولقد نسجت في ذم الظالم حلالا لا يبلها الماء. ولا يجففها الهواء. ولا تغطي عليه الظلماء. والمغبون من احتقب الإثم والغارم من غرم العرض والرابح من محنته فانية. ومثوبته باقية. ولو أنصف الظالم لكان يعزى. ولو أنصف المظلوم لكان يعنى. جعل الله تعالى هذه الحادثة بتراء عقماء ليس لها مدد. ولا ليومها غد. وجعل العمل بها آخر عهد القاضي بالعسر. وخاتمة لقائه لريب الدهر. ولا حرمه فيما نزل به مثوبة الصابرين. ولا أخلاه فيما بعده من الشاكرين. برحمته.
خفض همومك فالحياة غرور ... ورحى المنون على الأنام تدور
والمرء في دار الفناء مكلف ... لا قادر فيها ولا معذور
والناس في الدنيا كظل زائل ... كل إلى حكم الفناء يصير
فالنكس والملك المتوج واحد ... لا آمر يبقى ولا مأمور
عجبا لمن ترك التذكر وانثنى ... في الأمن وهو بعيشه مغرور
في فقدنا الملك المؤيد شاهد ... ألا يدوم مع الزمان سرور
ملك تيمنت الملوك برأيه ... فكأنه لصلاحهم إكسير
ما آل أيوب الذين سماحهم ... بحر بأمواج الندى مسجور
وبكت له أهل الثغور وطالما ... ضحكت لدست الملك منه ثغور