أديانكم وأعراضكم. وتوبوا إلى الصلاح في جميع أغراضكم واخلصوا السمع والطاعة لوالي أموركم. وخليفتنا في تدبيركم. وسياسة جمهوركم. أخينا الكريم علينا أبي إسحاق إبراهيم أبقاه الله. وأدام عزه بتقواه. واعملوا أن يده فيكم كيدنا. ومشهده كمشهدنا. فقفوا عند ما يحضكم عليه. ويدعوكم إليه. ولا تختلفوا في أمر من الأمور لديه. وانقادوا واسلم انقياد لحكمه وعزمه. ولا تقيموا على ثيج عناد بين حده ورسمه. والله تعالى يفيء بكم إلى الحسنى. وييسركم إلى ما فيه صلاح الدين والدنيا. بقدرته (قلائد العقيان لابن خاقان)
الحمد لله الذي أقام الأمير مقاما تسر به الخواطر. وأحيا به بلدة العلوم إحياء الروض بالسحب المواطر. وأعاد شمسها المنيرة إلى أفقها. وأحلها بالمطالع الذي هو من حقها. فعاد إلى وظيفتها عود الحلي إلى العاطل. وأظهرها به ظهور الحق على الباطل. فأصبحت منيرة شمسه ظاهرة في يومه بحسن ما عودها في أمسه. فنظر إليها نظر السحاب إلى مواقع وبلها. وحنوه على أهلها حنو المرضع على طفلها. فأصبحت رياح الأمن بها سارية. وسحاب اليمن من فوقها جارية والأرزاق تنهل من أقلامه كما ينهل المطر من مزنه. وأنواع الخيرات تجنى من كرمه كما جني الثمر من غصنه. لازالت أقلامه محكمة في أراضي العلماء. نافذا أمرها في أقاليم الفضلاء.
كتب ذو الوزارتين أبو بكر بن أحمد بن رحيم إلى الوزير المشرف أخيه يهنيه بمولود من قصيدة
ورد الكتاب به فرحت كأنني ... نشوان راح في ثياب تبختر
لما فضضت ختامه فتبجلت ... بيض الأماني في سواد الأسطر
قبلت من فرح به خد الثرى ... شكراً ولا حظ لمن لم يشكر
يما مورد الخبر الشهي وحادي ال ... أمل القصي وهادي النباء السري
زدني من الخبر الذي أوردته ... يا برد ذاك على فؤاد المخبر
صفحا وعفوا للزمان فإنه ... ضحكت أسرة وجهه المتنمر
طلع البشير بنجم سعد لاح من ... أفق العلى وبشبل ليث مخدر
لله درك أي فرع سيادة ... أعطيته وقضيب دوحة مفخر
طابت أرومته وأينع فرعه ... والفرع يعرف فيه طيب العنصر
أنت الجدير بكل فضل نلته ... وحويته وبكل مكرمة حري
تهنا رحيما إنها قد أنجبت ... برحيم المحمود أسنى مذخر
نامت عيون الدهر عن جنباته ... وحمت مناهله متون الضمر