لا زلت ترقى على زهر النجوم علا ... ما هبت الريح أقواما وما رصدوا

في العتاب واللوم

كتاب أبي بكر بن القصيرة عن أمير المسلمين وناصر الدين إلى طائفة متعدية

أما بعد يا أمة لا تعقل رشدها. ولا تجري إلى ما تقتضيه نعم الله عندها. ولا تقلع عن أذى تفشيه قربا وبعدا وجهدا. فإنكم لا ترعون لجار ولا لغيره حرمة. ولا تراقبون في مؤمن إلا ولا ذمة. قد أعمالكم عن مصالحكم الأشر. وأضلكم ضلالا بعيدا البطر. ونبذتم المعروف وراء ظهوركم وآتيتم ما ينكر مقتديا في ذلك صغيركم بكبيركم. وخاملكم بمشهوركم. ليس فيكم زاجر. ولا منكم إلا غوي فاجر. وما نرى إلا أن الله عز وجل قد شاء مسخكم. وأراد نسخكم وفسخكم. فسلط عليكم الشيطان يغركم ويغريكم. ويزين لكم قبائح معاصيكم. وكأنكم به قد نكص علي عقبيه عنكم. وقال: إني بريء منكم. وترككم في صفقة خاسرة. لا تستقيلونها إن لم تتوبوا في دنيا ولا آخرة وحسبنا هذا أعذارا لكم. وإنذارا قبلكم. فتوبوا. وأنيبوا. واقلعوا. وانزعوا. واقتصوا من أنفسكم كل من وترتموه. وأنصفوا جميع من ظلمتموه وغشمتموه. ولا تستطيلوا على أحد بعد. ولا يكن إلى أذاه صدور ولا ورد. وإلا عاجلكم من عقوبتنا ما يجعلكم مثلا سائرا. وحديثا غابرا. فاتقوا الله في أنفسكم وأهليكم. وإياكم والاغترار فإنه يورطكم فيما يرديكم ويسوقكم إلى ما يشمت بكم أعاديكم. وكفى بهذا تبصرة وتذكرة. ليست لكم بعدها حجة ولا معذرة. ولا توفيق إلا بالله تعالى.

كتاب الوزير الفقيه أبي القاسم ابن الجد عن أمير المسلمين وناصر الدين إلى أهل

كتاب الوزير الفقيه أبي القاسم ابن الجد عن أمير المسلمين وناصر الدين إلى أهل أشبيلية

كتابنا أبقاكم الله وعصمكم بتقواه. ويسركم من الاتفاق ولائتلاف إلى ما يرضاه. وجنبكم من أسباب الشقاق والخلاف ما يسخطه وينهاه. من حاضرة مراكش حرسها الله لست بقين من جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وقد بلغنا ما تأكد بين أعيانكم من أسباب التباعد والتباين. ودواعي التحاسد والتضاغن. واتصال التباغض والتدابر. وتمادي التقاطع والتهاجر. وفي هذا على فقهائكم وصلحائكم مطعن بين. وغمز لا يرضاه مؤمن دين. فهلا سعوا في إصلاح ذات البين سعي الصالحين. وجدوا في إبطال أعمال المفسدين. وبذلوا في تأليف الآراء المختلفة وجمع الأهواء المفترقة جهد المجتهدين. ورأينا والله موفق للصواب. أن نعذر إليكم بهذا الخطاب. فإذا وصل إليكم. وقرئ عليكم. فاقمعوا الأنفس الأمارة بالسوء. وارغبوا في السكون والهدوء. ونكبوا عن طريق البغي الذميم المشنو. واحذروا دواعي الفتن. وعواقب الإحن. وما يجر داء الضمائر. وفساد السرائر. وعمى البصائر. ووخيم المصاير. وأشفقوا على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015