ألا يا أخي هذا الفراق فمن لنا=بخير رجوع قادم منك بالبشر

ألا بلغاها عن أخيها تحية ... وقولا غريب مات في قبضة القهر

جريح طريح بالسيوف مبضع ... على نصرة الإسلام والطاهر الطهر

حمائم نجد بلغي قول شائق ... إلى عسكر الإسلام والسادة الغر

وقولي ضرار في القيود مكبل ... بعيد عن الأوطان في بلد وعر

وإن سألوا عني الأحبة خبري ... بأن دموعي كالسحاب وكالقطر

حمائم نجد إن أتيت خيامنا ... فقولي كذاك الدهر عسر

وقولي لهم أن الأسير بحرقة ... له علة بين الجوانح والصدر

له من عداد العمر عشر وسبعة ... وواحدة عند الحساب بلا نكر

وفي خده خال محته مدامع ... على فقد أوطان وكسر بلا جبر

مضى سائرا يبغي الجهاد تبرعا ... فوافاه أولاد اللئام على غدر

ألا فادفناني بارك الله فيكما ... ألا واكتبا هذا الغريب على قبري

ألا يا حمامات الحطيم وزمزم ... ألا أخبري أمي ودلي على قبري

عسى تسمح الأيام منها بزورة ... لقبر غريب لا يزار من النكر

للصاحب فخر الدين بن مكانس يستدعي سراج الدين الإسكندري ويداعبه

يا ذا الذي فكره مثل اسمه يقد ... فندت عنا وما من شأنك الفند

بم اعتذارك عن هذا الصدود لنا ... هذا وقد ضممنا بالجيرة بالبدل

عافاك ربك من داء القطيعة بل ... شفاك من داء أمر كله نكد

فيم التواني والخلان قد حفلت ... على المودة لا حقد ولا حمد

إن ذاع وصفك في تأديبهم طربوا ... أو جال ذكرك فيما بينهم سجدوا

إن لم تشرف بناديهم فما شرفوا ... أو لم تنفق لهم آدابهم كسدوا

إذا هجرت بني الآداب فابد لنا ... بم اعتذارك لا أهل ولا ولد

قد صرت توحشهم بدعا وإن قربوا ... وكنت تؤنسهم قربا وإن بعدوا

ما هكذا تفعل الدنيا بصاحبها ... فالناس بالناس ولإخوان تنتقد

وبعد فاحضر وذنب البعد مغتفر ... وإن تطاول من هجرانك الأمد

وأوعدوك فإن لم تأت نحوهم ... وكلهم منجز في الحال ما يعد

وأنت أدرى بقوم أن بلوا سلقوا ... بألسن ما لقتلى حربها قود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015