متساعدة. والأذل تعلم مقداره. وتتحقق مثاره. والحمد لله الذي جعل عقوبتنا توبيخك وتقريعك بما الموت دونه. وبالله نستعين ولا نستبطئ في مسيرنا إليك والله ينصر دينه. والسلام على من علم الحق فاتبعه. واجتنب الباطل وخدعه.
(من إشبيلية في غرة جمادى الأولى سنة 379) . أيد الله أمير المؤمنين ونصره ونصر به الدين فإن نحن العرب في هذه الأندلس قد تلفت قبائلنا. وتفرق جمعنا. وتغيرت أنسابنا. بقطع المادة من حنيفيتنا. فصرنا فيها شعوبا لا قبائل وأشتاتاً لا قرابة ولا عشائر. فقل ناصرنا وكثر شامتنا. وتولى علينا هذا العدو المجرم اللعين أذفنش. وأناخ علينا بكلكله ووطئ بقدمه وأسر المسلمين وأخذ البلاد والقلاع والحصون ونحن أهل هذه الأندلس ليس لأحد منا طاقة على نصرة جاره ولا أخيه ولو شاءوا لفعلوا. إلا أن الهواء والماء منعهم عن ذلك وقد ساءت الأحوال. وانقطعت الآمال. وأنتم أيد الله سلطانكم سيد حمير. ومليكها الأكبر. وأميرها وزعيمها نزعت بهمتي إليكم. واستصرخت بالله وبكم. واستعنت بحرمكم. لتجوزوا لجهاد هذا العدو الكافر وتحيوا شريعة الإسلام. وتذبوا عن دين محمد. ولكم بذلك عند الله الثواب الكريم. والأجر الجسيم. ولا حول ولا قوة إلا بالله علي العظيم. والسلام الكريم. على حضرتكم السامية ورحمة الله وبركانه (تاريخ غرناطة لابن الخطيب)
لما استأسر الروم صرار كتب إلى أخته وإلى معشر الإسلام
ألا أيها الشخصان بالله بلغا ... سلامي إلى أطلال مكة والحجر
فلاقيتما ما عشتما ألف نعمة ... بعز وإقبال يدوم مع النصر
ولا ضاع عند الله ما تصنعانه ... فقد خف عني ما وجدت من الضر
بصنعكما بي نلت خيرا وراحة ... كذلك فعل الخير بين الورى يجري
وما لي وبيت الله موتي وإنما ... تركت عجوزا في المهامه والقفر
ضعيفة حيل ليس فيها جلادة ... على نائبات الحادثات التي تجري
وكنت لها ركنا بعيد رجالها ... وأكرمها جهدي وإن مسني فقري
وأطعمها من صيد كفي أرانباً ... مع الظبي والوحش المقيمة في البر
وأحمي حماها أن تضام فلم أزل ... لها ناصر في موقف الشر والضر
وإني أردت الله لا شيء غيره ... وجاهدت في جيش الملاعين بالمسر
كذلك أختي جاهدت كل كافر ... وما برحت بالطعن في الكر والفر
تقول وقد جار الفراق ببينه ... ألا يا أخي ما لي على البين من صبر