كتاب ألفنس بن سانشس إلى المعتمد

(لما ملك أذفنش ابن شانجه أعمال طليطلة طمع في الاستيلاء على الجزيرة كلها. وهابت الملوك أمره لكون طليطلة نقطة دائرها وخاطب المعتمد على الله أبا القسم بن عباد يطلب منه تسليم أعماله إلى رسله وعماله وتشطط عليه في الطلب. وأظهر له السرور بالغلب. فيما خاطبه به)

من الأنبيطور ذي الملتين الملك المفضل أذفنش بن شانجه إلى المعتمد بالله سدد الله آراءه وبصره مقاصد الرشاد. سلام عليك. من مشيد ملك شرفته القنا. ونبتت في ربعه المنى. باغترار الرمح بعامله. والسيف بساعد حامله. وقد أبصرتم بطليطلة نزال أقطارها. وما حاق بأهلها حين حصارها. فأسلمتم إخوانكم. وعطلتم بالدعة زمانكم. والحذر من أيقظ باله. قبل الوقوع في الحبالة. ولولا عهد سلف بيننا نحفظ زمانه. ونسعى بنور الوفاء أمامه. لنهض بنا نحوكم ناهض العزم ورائده. ووصل رسول الغزو ووارده. لكن الأقدار. تقطع بالأعذار. ولا يعجل إلا من خاف الفوت فيما يرومه. أو خشي الغلبة على ما يسومه. وقد حملنا الرسالة إليك القمس البرهانس وعنده من التسديد الذي تلقى به أمثالك. والعقل الذي تدبر به بلادك ورجالك. ما أوجب استنابته فيما يدق ويجل. فيما يصلح لا فيما يخل وأنت عندما تأتيه من آرائك. والنظر بعد هذا من ورائك. والسلام عليك. يسعى بيمينك وبين يديك (تاريخ العباديين)

جواب المعتمد بالله إلى الملك ألفنس بن سانشس

من الملك المصور بفضل الله المعتمد على الله محمد بن المعتضد بالله أبي عمرو بن عباد إلى أذفنش بن شانجه الذي لقب نفسه بملك الملوك وسماها بذي الملتين قطع الله بدعواه. سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإنه أول ما يبدأ به من دعواه أنه ذو الملتين والمسلمون أحق بهذا الاسم لأن الذي تملكوه من أمصار البلاد. وعظيم الاستعداد. ومجبى المملكة لا تبلغه قدرتكم. ولا تعرفه ملتكم. وإنما كانت سنة سعد أيقظ منها مناديك. وأغفل عن النظر السديد جميل مباديك. فركبنا مركب عجز نسخه الكيس. وعاطيناك كؤوس دعة قلت في اثنائها ليس. ولم تستحي أن تأمر بتسليم البلاد لرجالك. وإنا لنعجب من استعجالك. برأي لم تحكم أنحاؤه. ولا حسن انتحاؤه. وإعجابك بصنع وافقتك فيه الأقدار. واغتررت بنفسك أسوأ الاغترار. وتعلم أنا في العدد والعديد. والنظر السديد. ولدينا من كماة الفرسان. وحيل الإنسان. وحماة الشجعان. يوم يلتقي الجمعان. رجال تدرعوا الصبر. وكرهوا القبر. تسيل نفوسهم على حد الشفار. وينعاهم المنام في القفار. يديرون رحى المنون بحركات العزائم. ويشفون من خبط الجنون بخواتم العزائم. وقد أعدوا لك ولقومك جلادا رتبه الاتفاق. وشفارا حدادا شحذها الأصفاق. وقد يأتي المحبوب من المكروه. والندم من عجلة الشروه. نبهت من غفلة طال زمانها. وأيقظت من نومة تجدد إيمانها. ومتى كانت لأسلافك الأقدمين مع أسلافنا الأكرمين يد صاعدة. أو وقفة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015