الباب الحادي عشر في المراسلات

مراسلات بين الملوك والعيان

كتاب أبي القاسم بن الجد عن أمير المسلمين إلى أهل سبتة

كتابنا أبقاكم الله وأكرمكم بتقواه. وسركم لما يرضاه. وأسبغ عليكم نعماه. وقد رأينا والله بفضله يقرن جميع آرائنا بالتسديد. ويخلنا في كافة أنحائنا من النظر الحميد. إن نولي أبا زكريا يحيى بن أبي بكر محل ابننا. الناشئ في حجرنا. أعزه الله وسدده فيما قلدناه إياه من مدينتي فاس وسبتة وجميع أعمالها حرسهما الله على الرسم الذي تولاه غير قبله. فأنفذنا ذلك له. لما توسمناه من مخايل النجابة قبله. ووصيناه بما نرجو أن يجتذيه ويمتثله. ويجري قوله وعمله. ونحن من وراء اختباره. والفحص عن أخباره. لأنني بحول الله في امتحانه وتجريبه: والعناية بتخريجه وتدريبه. والله عز وجل يحقق مخيلتنا فيه. ويوفقه من سداد القول والعمل إلى ما يرضيه. فإذا وصل إليكم خطابنا فالتزموا له السمع والطاعة. والنصح والمشايعة جهد الاستطاعة. وعظموا بحسب مكانه منا قدره. وامتثلوا في كل عمل من أعمال الحق نهيه وأمره. والله تعالى يمده بتوفيقه وهدايته ويعرفكم يمن ولايته بعزته (لابن خاقان)

كتاب خالد إلى أبي بكر يخبره بفتح أجنادين

بسم الله الرحمن الرحيم إني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. ثم أزيده حمداً وشكراً على سلامة المسلمين ودمار الأعداء وإخماد جمرتهم وانصداع بيضتهم. وإنا لقينا جموعهم بأجنادين مع وردان صاحب حمص وقد نشروا كتبهم ورفعوا أعلامهم وتقاسموا بدينهم أن لا يفرون ولا ينهزمون. فخرجنا إليهم وأيقنا بالله متوكلين على الله فعلم ربنا ما أضمرناه في أفئدتنا وسرائرنا فرزقنا الصبر وأيدنا بالنصر. وكبت أعداء الله فقتلنا منهم في كل فج وشعب وواد. وجملة من أحصينا من الروم ممن قتل خمسون ألفا وقتل من المسلمين في أول يوم وثانيه أربع مائة وخمسة وسبعون رجلا ختم الله لهم بالشهادة. ونحن راجعون إلى دمشق فادع الله لنا بالنصر. والسلام عليك وعلى جميع المسلمين ورحمة الله وبركاته (فتوح الشام للواقدي)

كتاب الحريري إلى المسترشد بالله لما ولي الخلافة بعد المستظهر

للدهر أعز الله أنصار الديوان العزيز وأدام له مساعفة الأقدار. ومضاعفة الاقتدار. وإيلاء صنائع المبار. والاستيلاء على جوامع المسار. خطوب متفاضلة القيم. كتفاضل ما تنشيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015