وقد حاكموها والمنايا حواكم ... فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنهم ... سروا بجياد ما لهن قوائم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ... ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فما تفهم الحداث إلا التراجم
فلله وقت ذوب الغش ناره ... فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ... وفر من الأبطال من لا يصارم
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تم بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى ... إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ... تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب أتى الهامات والنصر غائب ... وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها ... وحتى كأن السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأحيدب نثرة ... كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرى ... وقد كثرت حول الوكور المطاعم
إذا زلقت مشيتها ببطونها ... كما تتمشى في الصعيد الأراقم
أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم ... قفاه على الإقدام للوجه لائم